تاريخ النشر :
الخميس
01:33 2025-2-13
(المضمون: هذه الحكومة الفاشلة التي لاعتبارات حزبية واضحة لا تعمل عن قصد لتحرير المفقودين رغم أنها واعية لوضعهم الخطير التي تصدق خطة الترحيل لترامب وتتوقع للخلاص ان يأتي من تهديداته على حماس – تعرض لذلك للخطر مفقودينا، الذين كل ساعة أخرى في قطاع غزة حرجة لهم – المصدر).
هذا ليس هذيانا، هذا ليس خطأ، كما أنه ليس ظاهرة عابرة. حكومة فاشلة من كل معنى ومنقطعة عن الواقع تقود دولة إسرائيل الى كارثة، إن لم نقل الى ضياع. فلئن كانت حماس بعد نحو سنة ونصف من الحرب، وهي منظمة مقاتلة بلا مدرعات، بلا سلاح جو وبلا اسطول بحري، وبعد أن قلبنا قطاع غزة الى جزر خرائب ومعظم سكانها ليكونوا بلا مأوى – تنجح في البقاء، في احتجاز مفقودينا، في التهديد وفي فرض شروط علينا،
فهذا بالتأكيد يقول شيئا ما عنا، الدولة الأقوى زعما في الشرق الأوسط، مع الجيش الأقوى والشعب الاذكى. كما أن هذا بالتأكيد يقول الكثير عن هذه الحكومة الهاذية، التي تتحدث عن النصر المطلق وعمليا تقودنا الى الفشل المطلق، واساسا المقتنعة – على حد قول من يقف على رأسها – فانها تعمل في الطريق الصحيح. في الواقع، في كل خطوة وشبر على مدى هذه الحرب تبرز اعتبارات حزبية، اعتبارات بقاء الحكومة التي فقدت ثقة معظم الجمهور في إسرائيل. التركيز الاولي للدولة، للحكومة، بعد الانتعاش من صدمة 7 أكتوبر 2023 كان يجب أن يكون على تحرير المفقودين – وبعد ذلك التفرغ لاجراء حساب ثاقب وأليم للنفس مع منظمة حماس الاجرامية ومع سكان قطاع غزة ناكري الجميل. لا شك انه عندها، في بداية الحرب كان ممكنا تحرير المفقودين بـ «ثمن زهيد اكثر»، جلبهم جميعهم في صفقة واحدة وليس «على دفعات» وبالطبع جلب مفقودين احياء اكثر الى الديار.
رغم الإنجازات الواضحة التي لا بأس بها للجيش الإسرائيلي في القضاء على حماس في الانفاق التي على طول وعرض القطاع، هذه الحرب بعيدة عن النصر. حقيقة أن الجيش عاد المرة تلو الأخرى للسيطرة ولاعادة احتلال الشجاعية، بيت لاهيا، بيت حانون، النصيرات وغيرها من ايدي المخربين الذين عادوا الى هناك والحقوا بنا الخسائر–تقول كل شيء. كان ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يخلق فصلا بين المسلحين وبين مواطني غزة الذين لم يشاركوا في القتال. وذلك من خلال نقل كل السكان الذين انتقلوا من الشمال ومن وسط القطاع الى أراضي إسرائيل، الى منطقة نيتسانا المقفرة بدلا من جنوب القطاع. كان ينبغي أن يقام هناك معسكر خيام مؤقت ضخم، مسيج ومحروس، مع مستشفيات ميدانية ومدارس، والنقل الى هناك المساعدات الإنسانية التي سلبتها ونهبتها حماس. هكذا كنا سننزع منها القوة والسيطرة التي توجد لها على مواطني القطاع – وبالتوازي نخلق بديلا سلطويا لحماس. عندها كانت الحرب ستبدو مختلفة، تحرير مفقودين كان سيكون اسرع واكثر نجاعة وكنا سنكون اليوم في مكان آخر تماما.
في هذه الساعات، حين يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماس، وليس واضحا ما هو معنى التهديد ومدى تأثيره، يبدو أنه يعرض مفقودينا الذين يذوون في الانفاق أكثر مما يعرض عنصر حماس للخطر. وهؤلاء يعرفون كيف يستغلوا نقاط ضعفنا، الانقسام الذي نشأ هنا والمشاكل التي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الصفقة لتحرير المفقودين. هي ترى وتسمع الشعب الممزق والمنقسم وتعرف كيف تضغط على الازرار الصحيحة. وهذه الحكومة الفاشلة التي لاعتبارات حزبية واضحة لا تعمل عن قصد لتحرير المفقودين رغم أنها واعية لوضعهم الخطير التي تصدق خطة الترحيل لترامب وتتوقع للخلاص ان يأتي من تهديداته على حماس – تعرض لذلك للخطر مخطوفينا، الذين كل ساعة أخرى في قطاع غزة حرجة لهم.
(معاريف)