الدكتور جيلبير المجبِّرْ
طبيعة الأوضاع اللبنانية لا تحتاج إلى رئيس لا لون ولا موقف ولا مسؤولية ولا إلى شخص يُساوم يُراوغ يلعب على الكلام والمصالح… لذلك إنّ ترشيحنا لمقام رئاسة الجمهورية هو نتيجة حركتنا السياسية الوطنية التي إستمدّت قوتها من الأهداف السامية التي تعلمناها من أجدادانا وأبائنا وأمهاتنا ومدارسنا الوطنية، وهؤلاء اليوم أصبحوا قلّة في لبنان بسبب العمالة وقلّة الوفاء للدستور وللقوانين.
خيارنا رئيس للجمهورية واضح الرؤية يحافظ على الجمهورية اللبنانية وليس على مصالح الأخرين كما هو حاصل اليوم، يحافظ على الجمهورية لأنها معقل حرية اللبنانيين وموطنهم الأول والأخير. الرئيس المطلوب اليوم يجب أن يُخالف ويقاوم ما هو قائم اليوم على أرض الوطن. رئيس الجمهورية المستقبلي نريده متعاونا مع الطاقات الشبابية التي لم تفسدها الأموال والمراكز ولا الدعوات التي تطلق غُبّ الطلب لزيارة مراكز دولية للبيع والرهن والشراء. رئيس يتعاون مع أكاديميين لا تبغي منافسة مصالح الوطن على حساب مصلحة الغريب، أكاديميّون يعملون للجمهورية ولكل مكوناتها والهدف درء الأخطار عن الجمهورية المنهارة.
خيارنا رئيس للجمهورية تعاونه مجموعة سياسية متخصصة في كل المجالات نظيفة الكف والذهن ناصعة الجبين رأسها في السماء ممن عايشوا الأخطار وإهتدوا بالعلم والثقافة وأصحاب إختصاصات قصدوهم من كل عواصم القرار ليكتسبوا خبرتهم وعلمهم واندفاعهم، رئيس على طريقة شارل مالك وكميل شمعون وريمون إده وغيرهم من العمالقة الموارنة. الرئيس المطلوب يجول كل مراكز القرار بحثا عن حل عادل للجمهورية التوّاقة للعب دور ريادي في المجتمعين العربي والدولي.
ما يُطرح اليوم هو “رئيس تسوية ” فاقد لأي صلاحية فقير الموقف سليب الإرادة، مرفوض كل رئيس يأتي من حساب الوراثة السياسية أو الإقطاعية أو التسلط على ما هو قائم اليوم. مرفوض كل رئيس يأتي ليُساير ويرهن الجمهورية لا شفافية في برنامجه السياسي الذي من المفترض دستوريا أن يركن إليه ورئيس الحكومة والوزارة، رئيس لا يهتم بالمال والمغانم، رئيس يُعيد للشعب أمواله التي سُرِقتْ من دون وجه حق، رئيس يُعيد كل الطاقات الشبابية إلى الجمهورية اللبنانية لتفجير طاقاتهم داخلها وليس خارجها.
خيارنا رئيس للجمهورية حر مستقل غير مرتبط بالمحاور وبمرجعيات الأمر الواقع، فهذا الأمر غير مستحيل إطلاقا لأننا أصحاب إرادة صلبة وأصحاب نوايا صافية حيث ممارسة النظام بالمنطق والعلم وليس على طريقة العمالة… خيارنا رئيس للجمهورية حر لأنه آتٍ من مؤسسة ديمقراطية أنتجت أفعالا وليس أقوالا، رئيس لديه الجرأة والجدارة لقيادة سفينة الجمهورية إلى بر الأمان لا إلى جهنم كما درجت الحالة.
خيارنا رئيس للجمهورية لا يُرتهن للغير، ولا يزور بل يُزار ولا يتلقى دعوات للزيارات تخالف المنطق ويُلبي أي دعوة تأتيه من أي كان خصوصا إذا كانت الدعوة ملغومة ومقصودة الأهداف السليمة، رئيس لا يتلوّن كما تجري العادة، رئيس يستفهم عن الغاية من دعوته لمؤتمر ما أو لدولة ما خصوصا إذا كان هذا الرئيس يعرف تماما أنه ملتزم دستوريا ووطنيا ولا يمكنه مخالفة القوانين على ما يحصل اليوم مع بعض رجال الدين حيث يلبّون مطلق أي دعوة تأتيهم بينما سمعنا عبر وسائل الإعلام أن هناك مرجعا روحيا كبيرا رفض دعوة وجهتْ إليه لزيارة دولة معينة، والمؤسف أنه تمّ تجيير الدعوة لرجل دين مشرقي ولم يعترض ولم ينسق مع الجهات الأعلى منه لرفضها أو قبولها… هذا النمط من الرؤساء المدنيين والروحيين مرفوض وغير مقبول أن يستمروا في نهجهم المتهالك والذي إن بقيوا في مراكز القرار سيقضون على ما تبقى من دولة ومراكز دينية.
خيارنا رئيس للجمهورية يدافع عن الحقيقة ويعمل على طرد هذه التركيبة الفاسدة التي لا تهمنا وسنسعى لإحالتها إلى القضاء المختص ليبني على الشيء مقتضاه.