بغداد – الزمان
تثير محاولتا الانتحار اللتان شهدتهما العاصمة بغداد خلال الساعات الماضية القلق بشأن تنامي حالات العنف النفسي والاجتماعي بين الشباب، حيث أقدم شاب من مواليد 2001 على محاولة إنهاء حياته عبر ذبح نفسه بأداة حادة في منطقة باب المعظم، بينما لجأ شاب آخر من مواليد 1995 إلى إحراق جسده مستخدماً مادة النفط في منطقة التجاوز ضمن معسكر الرشيد.
المشترك بين الحالتين أنهما ناجمتان عن مشاكل عائلية، وفق ما أفاد به مصدر أمني ، وهو ما يعيد إلى الواجهة ملف الأزمات النفسية التي يعيشها الشباب العراقي في ظل ظروف معيشية واجتماعية قاسية.
ارتفاع حالات الانتحار.. أزمة صامتة
تشير الإحصائيات إلى تزايد حالات الانتحار في العراق خلال السنوات الأخيرة، حيث تتنوع الأسباب بين الضغوط الاقتصادية والمشاكل العائلية والتحديات النفسية. ورغم الجهود الحكومية والمجتمعية، إلا أن غياب حلول جذرية لأزمات الشباب يتركهم عرضة لليأس، خاصة في ظل انهيار منظومات الدعم النفسي والاجتماعي.
ردود فعل غاضبة ودعوات للتحرك
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً مع الحادثتين، حيث غرّد ناشطون معبرين عن حزنهم وغضبهم من استمرار هذه المآسي. كتب أحدهم: “كم شاباً علينا أن نخسر قبل أن ندرك أن الحياة أصبحت خانقة لهم؟!” فيما طالب آخر بـ”ضرورة توفير مراكز دعم نفسي مجانية للشباب قبل أن نفقد المزيد منهم”.
الحلول المطروحة لمعالجة الظاهرة لا تزال غير كافية، وسط مطالبات ببرامج حكومية أكثر جدية لمعالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الشباب نحو العزلة واليأس. وفي ظل استمرار التحديات الاقتصادية والاجتماعية، تبقى هذه الظاهرة جرس إنذار يجب أن يؤخذ على محمل الجد.