فاتح عبد السلام
هناك صلة باقية وقد تكون “متناقضة” وليست “متوافقة” بين أوكرانيا والعراق، وقبل ذلك، هذه
خمس عشرة دولة اجتمعت في لندن، لتتفق على ضمانات امنية لاي اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وفي النهاية نراهم يرجعون عند نقطة أساسية قالها رئيس الوزراء البريطاني كي ستارمر تؤكد ان الضمانات قد تعني قوات حفظ سلام اوربية وكل ذلك رهن الدعم الأمريكي. من هذه الزاوية لا يكون أي مراقب قد ابتعد بعيدا عن الجدال الذي دار بين الرئيسين ترامب وزيلينسكي قبل أيام.
هناك اجتهادات ومشاكل وضغوط وتفاسير، لكن في النهاية لا يمكن ان ينقسم الغرب على نفسه في الموقف، لأنّ حدوث ذلك يعني انتصار روسيا من دون ان تطلق رصاصة واحدة.
في النظر الى مشاكل الشرق الأوسط، نرى انّ هذا التحشيد العالمي العظيم إزاء الوضع الاوكراني لن يتكرر في معالجة
اية إشكالية أو ملف مزعج في اية دولة هناك من ايران الى لبنان مروراً بسوريا ولبنان واليمن، ذلك انّ الرؤية الامريكية ستتصدر أيّ مشهد ساخن من البداية ولن يكون هناك أي موقف غربي مناهض أو معارض او حتى مجتهد.
ما الدول التي لم تجرِ تصفية ساحتها لتكون دولاً صديقة للولايات المتحدة وغير مزعجة غير ايران ؟
وهنا، لم تعد الفرص كبيرة ومفتوحة النهايات، ذلك انّ البرنامج الخاص للسياسة الخارجية للرئيس ترامب محدد بسقف زمني مضغوط وقصير، وليس هناك ملف أهم من ايران بعد حرب روسيا وأوكرانيا، وهذا لا يمنع الانخراط في” معالجات أمريكية” مع التداخل الزمني بين المسارين الروسي والإيراني.
في ضوء احتمالية حدوث تطورات سريعة في ايران، سيكون على العراق ان يحتفظ باستقلالية للحفاظ على وضعه العام الذي تعكره بحسب واشنطن معوقات امنية واقتصادية بما يخص العلاقة مع ايران تحديداً وما يتصل بها وصولا الى حزب الله في لبنان، فالمحور الإيراني تقطعت أوصاله لكنه لايزال يعمل على نفس الأسس النظرية المنتَجة في الدوائر الخاصة بطهران، لذلك سيكون تحت المتابعة الدقيقة لكي لا يعيد انتاج نفسه في تكوينات داخلية جديدة.
الحل العاجل في العراق، كان من الممكن تنفيذه من خلال شعار “العراق أولاً”، لكن هذا الشعار يحتاج أساسا يستند اليه داخليا ولن يهبط من السماء، وهذا الأساس الأولي مفقود ومستبعد، و هو “دولة المواطنة” لا دولة توافقات مصالح القوى والاقطاعيات السياسية، لذلك من غير الممكن الذهاب الى شعار العراق أولاً.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية