متابعة – الصباح الجديد:
يحيط بمدينة كانديدو غودوي الواقعة شمال البرازيل غموض من نوع خاص. في هذه المدينة تصل نسبة ولادة التوائم الى 10 بالمئة في حين أنها على المستوى العالمي لا تتعدى 1 بالمئة.
هذه المدينة البرازيلية استحقت عن جدارة لقب “عاصمة التوائم في العالم”. هذه الظاهرة يلاحظها زوار المدينة بالوجوه العديدة المتطابقة التي تقابلهم.
مدينة كانديدو غودوي تفوقت على الجميع في نسبة ولادات التوائم وخاصة المتطابقة. يظهر ذلك بالمقارنة مع مناطق العالم الأخرى الشهيرة بكثرة التوائم مثل نيجيريا. نسبة ولادات التوائم في بعض قرى هذا البلد الإفريقي مع ذلك لا تزيد عن 5 بالمئة. الأكثر إثارة أن الأبقار أيضا تلد توائم بكثرة في المدينة البرازيلية.
ولادات التوائم بين السكان حافظت على نسبتها العالية بانتظام على عكس مناطق العالم الأخرى. هذه الظاهرة المحيرة التي لم يجد لها الخبراء حتى الآن تفسيرا، بل تحولت منذ عام 2009 إلى قضية مذهلة بنشر المؤرخ الأرجنتيني خورخي كاماراسا عام 2009 كتابا عن “منغيل.. ملاك الموت في أمريكا الجنوبية”.
بعد أن أجرى تحقيقا خاصا خلص هذا المؤرخ إلى فرضية تقول إن عدد التوائم في مدينة كانديدو غودوي زاد بشكل كبير بعد أن زيارتها بانتظام “الطبيب” النازي الشهير جوزيف مينغيل منذ أوائل عام 1960.
كان منغيل “الطبيب” الرئيس في معسكر أوشفيتز بيركيناو النازي في بولندا، وكانت مهمته إجراء تجارب متنوعة غير إنسانية على المعتقلين بهدف زيادة خصوبة النساء الآريات، وكان مهتما بشكل خاص بولادة التوائم وبدراسة المعتقلين من مثل هؤلاء. تلك التجارب دفعت السجناء إلى تسميته بـ “ملاك الموت”.
المؤرخ الأرجنتيني كتب يقول: “منذ ذلك الحين، انتهى كل خامس حمل في هذه القرية التي تقطنها أغلبية ألمانية بولادة توأمين، كان الكثير منهم بشعر أشقر وعيون زرقاء”.
بعد هزيمة ألمانيا النازية، تمكن “طبيب الموت” من الفرار إلى أمريكا الجنوبية، وعاش فترة من الزمن باسم مستعار في الارجنتين وتجول لاحقا في دول الجوار وخاصة البرازيل. لم تصل يد العدالة إليه وبقي مختبئا إلى أن توفي في سن متقدمة جدا في عام 1979.
ذكر المؤرخ الأرجنتيني أن النازي مينغيل زار بانتظام كانديدو غودوي وكانت بلدة في ذلك الوقت، وقام بمعالجة النساء الحوامل. شهود من سكان المنطقة أبلغوه بأن “الطبيب” النازي عالج النساء المحليات بوسائل غير معروفة، وفي أغلب الأحيان كان يأخذ عينات دم منهن لإجراء فحوصات.
من الشهادات التي جمعها افترض المؤرخ أن مينغيل تمكن من تطوير مزيج ما لـ “جرعة مزدوجة” استخدمها في المدينة البرازيلية التي أصبحت “عاصمة للتوائم” بفضل ذلك.
لفت المؤرخ أيضا إلى أن التوائم في مدينة كانديدو غودوي يميلون إلى الشقرة وبعيون زرقاء، وهذا غير معتاد بالنسبة للبرازيليين. هذه الحُجة ينسفها خبراء آخرون بالإشارة إلى أن سكان هذه البلدة في ذلك الوقت كانوا من عدد محدود من المهاجرين الألمان. وهذا يفسر تماما لون البشرة والعيون.
رواية المؤرخ الأرجنتيني لم يرض عنها سكان المدينة البرازيلية، كما استاء منها التوائم الذين رفضوا تصديق أن تكون ولادتهم نتيجة لتجارب قام بها أحد أبشع المجرمين النازيين.
الأمر المحير أن نسبة التوائم بقيت عالية في كانديدو غودوي طوال القرن العشرين، كما يستمر هذا المعدل تقريبا حتى الآن.
يرى البروفيسور غاري ستيمان، أستاذ علم الوراثة في مركز لونغ آيلاند الطبي أن “الطبيب” النازي مينغيل “حتى لو نجح في ابتكار دواء من شأنه أن يعزز ولادة التوائم، فإن تأثيره يجب أن يقتصر على جيل واحد، أي فقط على النساء اللواتي قام بعلاجهن بنفسه”.
The post سر “طبيب الموت” ولغز “عاصمة التوائم”! appeared first on جريدة الصباح الجديد.