يتم التركيز على الجامعات المغربية في كل مرة تنشر فيها تقارير خاصة بتصنيف الجامعات في العالم و ترتيبها ، و تحتل الجامعات المغربية مراتب جد متخلفة على المستوى العالمي لكنها هي التي تحفظ ماء الوجه على كل حال .في حين توجد في بلادنا جامعات خاصة كما هو عليه الحال بالنسبة لجامعة الأخوين التي تتوفر من حيث المبدأ على جميع المؤهلات و الإمكانيات و المواصفات التي تؤهلها لكي تتبوأ مراتب جد متقدمة على المستوى العالمي ، من بنية تحتية ملائمة جدا و أطر تدريس متخصصة و كفأة و موارد مالية كبيرة جدا ، حيث تستفيد هذه الجامعة الخاصة ،على غرار جامعات خاصة أخرى في المغرب ،من دعم مالي عمومي سخي و من عائدات تسديد واجبات الدراسة و التي تصل إلى مستويات عالية جدا يسددها أولياء الطلبة ، و غير ذلك من هذه المؤهلات .و مع كل ذلك حينما تبحث عن تصنيف الجامعات المغربية الخاصة في تصنيفات التقارير الدولية تجدها في مراتب جد متأخرة تنزل في بعض الأحيان إلى ما بعد الرتبة 3500 عالميا ، و هذا الأمر يطرح تساؤلات عميقة و حارقة حول أسباب هذا التخلف عن مسايرة كبريات الجامعات في العالم ،من طرف جامعات مغربية تبدو من حيث الشكل أنها جامعات بمواصفات عالمية ، و لكنها في حقيقة الأمر مجرد صدفية يبدو شكلها جميلا من الخارج ، لكنها فارغة من الداخل كما تفضحها التقارير الدولية .
و الأكيد أن أسباب هذا التخلف واضحة و جلية لا تحتاج إلى أي جهد للوقوف عندها و التي تتمثل أساساً في أن الجامعات الخاصة بالمغرب ،و في مقدمتها جامعة الأخوين التي أرادها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه جامعة بمواصفات دولية حقيقية ، لا تستجيب للمعايير التي تحددها المنظمات و الهيآت المصدرة لتقارير تصنيفات الجامعات في العالم ، و التي تشمل البحث العلمي و نشر الأبحاث و الاستجابة لأهداف الألفية الثالثة و غيرها من المعايير العلمية الدقيقة . و من العار و العيب أن جميع التقارير الصادرة من مختلف الجهات الأكاديمية و البحثية في العالم تجمع على الإلقاء بالجامعات المغربية الخاصة ،و في مقدمتها جامعة الأخوين إلى مراتب جد متأخرة في تصنيفات الجامعات في العالم ، كما أنها تجمع أيضا على أن الجامعات العمومية تتفوق كثيرا على الجامعات الخاصة في المغرب .
فهل ركزت الجامعات الخاصة على هاجس مراكمة الأرباح المالية على حساب جودة ما تلقنه لأبنائنا ؟
واقع الحال يجيب عن هذا السؤال العريض .