ببالغ الحزن والأسى، أعرب عدد من الإعلاميين في البحرين عن حزنهم العميق لوفاة الإعلامي د. يوسف محمد، الذي وافته المنية أمس الخميس بعد رحلة حافلة بالعطاء والإبداع في مجال الإعلام الوطني.
وفي ذات السياق، أعرب رئيس تحرير صحيفة “البلاد” مؤنس المردي عن حزنه العميق لوفاة الزميل الإعلامي الراحل يوسف محمد.
وقال “فقدنا صديقا عزيزا، شخصا كان دائما يتميز بابتسامته وكلامه الطيب، وكان حريصا على الحفاظ على علاقاته الشخصية والتواصل المستمر مع الجميع. الله يرحمه ويغفر له”.
وأشار المردي إلى أن رحيل الفقيد ليس فقط خسارة لأسرته، بل هو فقدان كبير أيضا للوسط الإعلامي، حيث ترك إرثا إعلاميا مهما.
وأوضح أنه كان من رواد الإعلام البحريني، فقد أسهم في توثيق تاريخ البحرين، عبر سلسلة من المقابلات مع كبار الشخصيات البحرينية، الذين أرخوا لمراحل مهمة عدة في تاريخ المملكة. وأفاد بأن الراحل كانت لديه برامج بسيطة، ولكنها مليئة باللمسات الفنية التي تناولت شؤون البحرين، ما جعله يشغل مكانة خاصة في الإعلام المحلي.
وفي ختام حديثه، قدم المردي تعازيه الحارة لأهل الفقيد ولعائلته الإعلامية، قائلا “أعزي أسرة الفقيد وأهله في مصابهم، وأدعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، كما نعزي جميع أفراد الوسط الإعلامي، الذي فقد واحدا من أبرز أفراده في وقت كان ما يزال في ذروة عطائه، وهو ما سيترك فراغا كبيرا”.
من جانبه، قال رئيس جمعية الصحفيين رئيس تحرير صحيفة “الأيام” عيسى الشايجي، إن رحيل الإعلامي المتميز يوسف محمد هو نبأ فجع قلوب جميع أفراد الأسرة الصحافية والإعلامية في البحرين؛ لأنه (رحمه الله) كان أحد الكوادر المتميزة والمعطاءة في المجال الصحافي والإعلامي والفني والثقافي.
وأشار إلى أن الفقيد كان بحق متعدد المواهب والحضور في مختلف المجالات. وكان صاحب أسلوب استطاع عبره أن يستقطب اهتمام ومتابعة أفراد المجتمع كافة بشغف قل مثيله، منوها بأنه استطاع أن يوثق محطات تاريخية مهمة عبر كتاباته المتعددة وبرامجه المتنوعة.
وذكر أن الفقيد يتميز بأخلاق عالية، وكان متعاونا ومحبوبا من الجميع، وصاحب مسيرة زاخرة ومتنوعة من البرامج والكتابات القيمة، إلى جانب أنه كان إداريا متمكنا وناجحا ويساهم بفعالية في جميع الفعاليات والأنشطة الإعلامية والثقافية.
وأردف “إن رحيل الإعلامي يوسف محمد آلمنا جميعا بشدة، وهذه الكلمات قد لا توفيه حقه؛ لأنه كان صاحب إنتاج واسع وغزير، ولكنه قضاء الله وقدره، ولا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى أفراد عائلته وإلى الأسرة الصحافية والإعلامية البحرينية، سائلين العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان”.
وبدوره، نعى رئيس تحرير صحيفة “الوطن” عبدالله الهامي، الإعلامي الراحل د. يوسف محمد، الذي يعد واحدا من أبرز أعلام الإعلام البحريني، مؤكدا أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للوطن وللساحة الإعلامية عموما.
وقال إن د. يوسف كان علما من أعلام البحرين، وقد ربى أجيالا عبر حملته المخلصة لتوثيق الموروث البحريني وفتح آفاق جديدة في مجال الهوية الوطنية.
وأضاف “كان الدكتور يوسف دائم الابتسامة، وهذه الابتسامة كانت هي الصورة التي نتذكره بها دائما، ورغم قضاء الله وقدره، ورغم إيماننا بكلمات رب العالمين، إلا أن رحيله أفجعنا جميعا، فقد فقدنا شخصا طيبا خلوقا، كان يحظى باحترام الجميع من مختلف الأجيال والأوساط الإعلامية والصحافية بفضل أخلاقه الرفيعة ورقيه وسماحته”.
وأشار الهامي إلى أن د. يوسف كان له العديد من المواقف الإنسانية النبيلة، مستذكرا لقاءاته مع الفقيد، الذي لم ير منه إلا كل خير ومعروف، وكان دائما نموذجا في التعامل الطيب والاحترام. وأضاف “إن الفقيد إنسان تعجز الكلمات عن وصف فضائله، كان شخصية لا تُنسى، وسيظل إرثه وسيرته خالدة في الذاكرة، ليس فقط في الإعلام البحريني، بل في الإعلام الخليجي بشكل عام، ورحيله ترك علامة فارغة يصعب ملؤها”. وختم الهامي تصريحه قائلا “إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، ونحن على فراقه لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وفي منشور على حسابه، قال مستشار شؤون الإعلام بديوان ولي العهد، عيسى الحمادي إن الفقيد د. يوسف محمد كان مخلصا في عطائه، جادا في عمله، ومبتسما دوما لمن حوله.
ولفت إلى أن الفقيد سعى لتوثيق تاريخ وتراث البحرين وأبنائها وسيرهم الشخصية والهوية الوطنية ولم يعلم أنه هو من وثق حبه في قلوب الجميع. وأضاف “مواقف لا تعد ولا تحصى، وجدتك فيها نعم الرجل المخلص للوطن، عندما عملنا معا في وزارة الإعلام، كنت واثقا حينها عندما أحدثك من موقع كوزير حول أمر ما بأنك ستباشر في حسن التعامل معه مهما كان الوقت والمكان، كنت ابن العمل الوطني الذي لا يعرف وقتا أو أياما للإجازة أو الراحة”.
ودعا الحمادي الله عز وجل أن يجزي الفقيد خير الجزاء على بره لوالديه ورعايته لأسرته وإخلاصه في عمله.
من جهتها، قالت الإعلامية د. لولوة بودلامة “ما أصعب الكلام، زميلي وصديقي، زميل الدراسة والعمل والفكر المشترك، عاشق البحرين وتراثها، كان موسوعة من المعرفة، وكان يعرف الشخصيات البحرينية والخليجية عن كثب، ويعرف تاريخهم بدقة، ومن شدة حبه للبحرين، كان يبحث عن أي معلومة تاريخية ويوثقها بطريقته الخاصة، سواء من خلال الأغاني، التدوينات، الكتب، البحوث، أو حتى البودكاست والبرامج التلفزيونية والإذاعية”.
وأشارت إلى أن د. يوسف كان يؤمن أن “العمل الوطني” مسؤولية، وكان يعمل وفق هذا المبدأ بكل إخلاص، وكان يمثل البحرين خير تمثيل، يتباهى بمنجزاتها التاريخية والحالية، وكان يتمتع بقدرة استشرافية رائعة.
وأوضحت أنه كان دائما الشخص الذي لا يرفض طلبا لأحد، متعاونا بشكل لافت، محبا للجميع، ولم تذكره أبدا يتحدث بسوء عن أي شخص، كان كبير القدر ومترفعا عن صغائر الأمور، دائما داعما للجميع، محفزا لهم، ويأخذ بأيديهم لتحقيق منجزاتهم الوطنية.
وتابعت “رحم الله الوجه البشوش والفكر الوطني الثاقب، رحمك الله يا بو محمد”.
وأعربت بودلامة عن أملها في أن يُستكمل مشروع “ذاكرة البحرين” الذي كان د. يوسف يعمل عليه قبل رحيله. وأضافت “لو كان لديه متسع من الوقت لواصل العطاء، وكان يعمل على هذا المشروع الوطني الذي يجب أن يخلد باسمه”. وختمت بالقول “لو كان د. يوسف هنا اليوم وعرف أننا سنبني له مسجدا أو نحفر بئرا في دولة أخرى لرفض وقال افعلوا شيئا هنا، لينتفع منه أهل البحرين الطيبون”.
من جانبه، قال الصحافي أسامة الماجد إنه برحيل محمد فإنه فقد صديقا، وزميلا، وحبيبا، وأخا، واصفا ما جرى بأنه أقسى لحظات العمر.
وأشار إلى أن “تنهيدة مكتومة مزقت صدره” صباح يوم أمس فور علمه بخبر وفاة أروع الأصدقاء الإعلامي د. يوسف محمد “بونوف” الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى تاركا إرثا عظيما من محبة الناس والوطن.
ولفت الماجد إلى أنه عرف الفقيد منذ دخوله عالم الصحافة قبل نحو 30 عاما، وكان بمثابة موسوعة حقيقية وصادقة من الإخلاق والطيبة والتواضع. وأضاف “كنت ملازما وشاهدا على إنجازاته الوطنية الكبيرة وموهبته الأدبية والفنية المتفردة، وكأنني ولدت لأعرف هذا الإنسان الذي يشبه الأرض المزروعة بالعطر والرياحين”. واختتم قائلا “كان يناديني بجملة (أستاذنا بومحمد) كلما نلتقي، وقبل يوم واحد من دخوله المستشفى تقابلنا في صحيفة (البلاد) وبعد خروجه من مكتب رئيس التحرير تبادلنا التحية وتعانقنا كالعادة، ولم أكن أعرف أن هذا اللقاء سيكون المنعطف الأخير، ستبقى حاضرا بيننا يا بونوف، وألف رحمة تنزل عليك”.
إلى ذلك، قال الإعلامي مهند النعيمي “ببالغ الحزن والأسى، أنعى صديقي الإعلامي الدكتور يوسف محمد، الذي وافته المنية أمس بعد رحلة عطاء طويلة ومشرفة في خدمة الإعلام الوطني، وكان مخلصا لوطنه ودينه وقيادته”.
وأشار إلى أن د. يوسف (رحمه الله) كان قامة إعلامية متميزة وشخصية فريدة ألهمت كل من عرفه أو عمل معه.
وأضاف “عرفناه بمهنية عالية والتزام استثنائي بقيم العمل الإعلامي، إلى جانب أخلاقه الرفيعة وتعامله الراقي الذي أكسبه حب الجميع وتقديرهم”.
وأفاد بأن الفقيد ترك إرثا إعلاميا غنيا وبصمات لا تمحى في مسيرة الإعلام البحريني والإقليمي، وسيظل حضوره الإنساني وعطاؤه المهني محفورا في قلوب كل من عملوا معه.
وتقدم النعيمي بخالص التعازي والمواساة لأسرته الكريمة ولجميع زملائه ومحبيه، سائلا الله العلي القدير أن يرحمه بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم الجميع الصبر والسلوان.
من جانبه، أعرب الإعلامي عبدالله الدوسري عن حزنه العميق لفقدان زميله وصديقه، الإعلامي د. يوسف محمد، الذي توفي أمس.
وقال “بقلوب يعتصرها الحزن، أعلن عن فقدان صديقي وأخي الدكتور يوسف، الذي رحل عنا تاركا فراغا كبيرا في قلوب محبيه وفي الساحة الإعلامية، لقد كان الفقيد قامة إعلامية نادرة، وشخصية استثنائية كرست حياتها لخدمة الكلمة الصادقة والإعلام الهادف”. ولفت إلى أن الدكتور يوسف كان نموذجا للعطاء اللامحدود، يحمل قلبا عامرا بالمحبة وروحا تتوق دائما إلى تقديم الأفضل لوطنه ولإعلامه، قاد العديد من المشروعات الإعلامية بعزيمة وإبداع، وساهم في تطوير الفكر الإعلامي الوطني بجهوده المخلصة ورؤيته الثاقبة.
وأشار الدوسري إلى أن الفقيد لم يكن مجرد إعلامي، بل كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معاني، وتمتع بأخلاق رفيعة ونبل كبيرين أكسباه احترام الجميع. وأضاف “لقد ترك الدكتور يوسف إرثا مهنيا وأخلاقيا يندر تكراره، وبصمة لا تُمحى في وجدان زملائه وتلاميذه وكل من عمل معه”. واختتم الدوسري قائلا “سيظل اسم الدكتور يوسف محفورا في ذاكرة الإعلام البحريني كأحد أعمدته الراسخة، وأقدم خالص التعازي لأسرته الكريمة، سائلا الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل مثواه الفردوس الأعلى، ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان على هذا الفقد الجلل”.