-
800 عينة مختلفة تجهل شرعية التبرع وبنوع الأعضاء
في سياق إعدادهن لمشروع التخرج من كلية الإعلام بجامعة البحرين، أعدت الطالبات توسل السكران، زهراء محمد، أبرار علي، بحث تخرج يتحدث عن استراتيجيات قسم العلاقات العامة بجمعية البحرين للإحصاء بشأن تشجيع المجتمع على التبرع بالأعضاء البشرية.
“البلاد” التقت بالباحثات ضمن مساعيهن لهذا الأمر، عبر حملة “حياة جديدة” والتي أطلقتها الصحيفة قبل ثلاث سنوات، لأن تسلط الضوء على هذا البحث، وأهم أهدافه، ونتائجه.
وفي سؤال عن أهداف المشروع، والأسباب التي أفضت الى اختياره، تقول زهراء، وهي صاحبة الفكرة، إنهن سعين عبر هذا البحث لتسليط الضوء على موضوع إنساني يهم الناس، ويساعد على تقديم الخدمة النافعة لهم، عبر زيادة منسوب الوعي.
وأضافت زهراء أن “المجتمع البحريني من خلال تحليلات (سوات) و (بيستر) التي أجريناها والتي تحدد نقاط الفرص، والقوة، والضعف، تبين أن هنالك ضعفا في هذا الجانب، كما أن إصدار اللائحة التنفيذية الخاصة بالتبرع بالأعضاء شجعنا على ذلك”.
وقالت “تبين لنا أن البحوث والدراسات المعنية بهذا الموضوع شحيحة، بخلاف المواضيع الأخرى التي تتجه إليها الأنظار بشكل كبير، كالذكاء الصناعي، والتكنولوجيا، وغيرها، وعليه نأمل أن يضيف هذا البحث الخدمة النافعة للناس، وتحديدا في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، مع وجود التخوف والحذر من ذلك مجتمعيا”.
وفي سؤال لـ ”البلاد” عن أهم التحديات التي واجهتهم في إجراء البحث، قالت توسل “بالإضافة الى شح المعلومات، رفض العديد من رجال الدين لهذا الأمر، لأسباب مختلفة، الأمر الذي أوجد حاجزا بين قبول الناس للفكرة من أساسها، سواء للتبرع من الأعضاء من المتوفين، أو الميتين سريريا”.
وأضافت أبرار هنا قائلة “لا يوجد أي حملة توعوية للتبرع بالأعضاء في البحرين، باستثناء حملة (حياة جديدة) التي أطلقتها صحيفة (البلاد)، والتي كانت المصدر الرئيس للبحث وللوصول للمصادر، وحملة أخرى لوزارة الصحة لا يوجد بها أي مصدر، وعليه نأمل أن يساعد بحثنا على تشجيع خروج حملات توعوية جديدة، واستمرارها”.
وأوضحت زهراء أن “فكرة الدراسة ليست لإجبار الناس على التسجيل، أو التبرع، وإنما توعية الناس بفكرة التبرع بالأعضاء، وأهدافها، ورسالتها، ولقد قمنا بعمل مقابلات مع عينات عشوائية، للوقوف على ما لديهم من معلومات، وهل يؤيدون أو يعارضون فكرة التبرع”.
وعن عدد هذه العينات، قالت زهراء “800 شخص، من كلا الجنسين”.
وقالت توسل “العينات كلها لبحرينيين، ولقد وجهنا لهم أسئلة غير مباشرة، هدفها معرفة منسوب الوعي لديهم، ولقد كانت محصلة النتائج بأنها منخفضة جداً، بسبب قلة المعرفة، وشح المعلومات، وعدم وجود أي رسائل من وسائل الاعلام مفيدة بهذا الشأن، بل إنهم لا يعرفون حتى نوع الأعضاء التي يمكن التبرع بها، وهل التبرع بالأعضاء شرعا حلال أم حرام؟”.
وأردفت “أوضحت لنا الكثير من هذه العينات، عن رغبتها في وجود رسائل توعية أكثر، لكي يفهموا الفكرة، وأهدافها، علما أن الكثيرين كانوا محايدين بشأن تقبل الفكرة”.
وقالت زهراء “أقمنا مؤخرا حملة بساحل الدراز، حيث وضعنا طاولة عليها ضيافة من قوة، وشاي، وكنا نستقبل الناس، ونضيفهم، ثم نسألهم عن موضوع التبرع بالأعضاء، فرأينا منهم التردد، ومنهم من قال إن لديه حالات مرضية بالعائلة تحتاج لأعضاء”.
وعن أهم مرتكزات البحث، قالت أبرار “يتطرق البحث الى استراتيجيات قسم العلاقات العامة بجمعية البحرين للإحصاء في الترويج للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة، والرسائل الاتصالية التي تقدم للمجتمع البحريني”.
وعن الأسئلة البحثية، قالت أبرار ” سؤالان، الأول ما هي استراتيجيات قسم العلاقات العامة بجمعية البحرين للإحصاء، والسؤال الثاني عن نسبة الوعي في المجتمع البحريني، ومدى قبوله لذلك”.
وأكدت توسل مضيفة على حديث زميلتها أن أهم مرتكز للبحث، هو تشجيع المجتمع البحريني على التبرع بالأعضاء البشرية بعد الوفاة.
وبشأن التحديات الأخرى، التي واجهتها الباحثات أثناء إعدادهن لهذا البحث المهم، قالت زهراء “موقف رجال الدين، وقلة الوعي المجتمعي، وضعف الرسائل التوعوية، وكذلك غياب جهة معينة تتبنى هذا الملف بشكل واضح، وملموس”.
وعلقت أبرار هنا “تأتي هذه التحديات في ظل وجود أعداد كبيرة تقف بقوائم انتظار طويلة، تأمل الحصول على أعضاء”.
تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.