بغداد – الزمان
صدر حديثاً كتاب “كيف تصنع العواطف” للباحثة ليزا فيلدمان باريت، وهو يتناول موضوعاً عميقاً يتعلق بفهمنا للطبيعة الإنسانية، ويشكك في الافتراضات السائدة حول العواطف.
فيلدمان، الأخصائية النفسية وعالمة الأعصاب الرائدة، تقدم في هذا الكتاب أحدث الدلائل العلمية التي تعيد تعريف الطريقة التي ننظر بها إلى العواطف.
عبر صفحات الكتاب، تكشف فيلدمان أن العواطف ليست مجرد ردود فعل آلية أو مواقف فيزيائية تحدث في الدماغ بشكل عفوي. بل، وفقاً للبحث الذي تقدمه، فإن العواطف تُبنى من خلال تفاعل أنظمة دماغية تتشكل بحسب الخبرات الحياتية، وتكوّن فريدة تعتمد على خلفياتنا الشخصية، شخصياتنا، والبيئة التي نشأنا فيها. وهذا التحول في الفهم العلمي يماثل في أهميته اكتشافات علمية كبيرة أخرى، مثل نظرية النسبية في الفيزياء أو اصطفاء الطبيعي في البيولوجيا.
إن هذا الكشف يسلط الضوء على ضرورة إعادة التفكير في العديد من التصورات الشائعة حول العواطف، مثل تلك التي تربطها ارتباطاً وثيقاً بالبنية العصبية الثابتة أو ردود الفعل التلقائية. بدلاً من ذلك، تقدم ليزا فيلدمان باريت فكرة أن العواطف هي تجارب نفسية يتم خلقها وتكييفها وفقاً لتجارب الحياة الخاصة بكل فرد.
هذه الرؤية الجديدة تقدم للقراء فهماً أعمق للعواطف، وكيف يمكن أن نتحكم فيها ونُوجهها بناءً على فهم أعمق لآلياتها العصبية والنفسية. وتتيح هذه الفكرة المجال لتطوير استراتيجيات أكثر فاعلية لتحسين صحتنا العاطفية والنفسية.