- صناعة الطيران تتوقع عاما استثنائيا في 2024 بأرباح وتحديات كبيرة
- 5 مليارات مسافر و62 مليون طن شحن جوي في 2024
قال كميل العوضي، النائب الإقليمي للرئيس التنفيذي في الشرق الأوسط وأفريقيا بالاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، إن عام 2024 يتوقع أن يكون عامًا استثنائيًا لصناعة الطيران العالمية. وأوضح في كلمته على هامش معرض البحرين الدولي للطيران 2024، أن الصناعة ستنقل 5 مليارات مسافر عبر 39 مليون رحلة تغطي 22,000 وجهة حول العالم، مع متوسط حمولة يبلغ 128 راكبًا لكل رحلة. وأضاف أن الشحن الجوي سيشهد نقل 62 مليون طن من البضائع، بقيمة تجارية تصل إلى 8.3 تريليون دولار، مما يبرز أهمية النقل الجوي في دعم التجارة العالمية والاقتصاد.
إيرادات قياسية وأرباح متواضعة
وأوضح العوضي أن الإيرادات الإجمالية لصناعة الطيران ستبلغ تريليون دولار، مع مصروفات تُقدر بـ 936 مليار دولار، ما يترك صافي أرباح يبلغ 30.5 مليار دولار، بمعدل هامش ربح 3 %. وأشار إلى أن متوسط الأرباح عالميًا لكل راكب يصل إلى 6.14 دولار، مقارنة بـ 15.2 دولار في الشرق الأوسط، بينما لا تتجاوز دولارًا واحدًا لكل راكب في أفريقيا، مما يعكس التباين الكبير في أداء الصناعة بين المناطق.
الشرق الأوسط: استثمارات ضخمة وأداء قوي
وأكد العوضي أن الشرق الأوسط يُعتبر نموذجًا للنجاح في صناعة الطيران، حيث يُتوقع أن تحقق المنطقة أرباحًا صافية بقيمة 3.8 مليار دولار في 2024.
وأشاد بالبنية التحتية الحديثة في المنطقة، خاصة مطار البحرين، الذي تم إنجازه في الوقت المحدد وضمن الميزانية، ويوفر تجربة متميزة للمسافرين. وأوضح أن المنطقة تشهد طلبًا مستمرًا على السفر، مدفوعًا بجاذبيتها السياحية والتجارية، بالإضافة إلى الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية للمطارات.
أفريقيا: تحديات تعوق التقدم رغم الإمكانات
وسلط العوضي الضوء على التحديات العميقة التي تواجه صناعة الطيران في أفريقيا، حيث تسجل القارة أرباحًا صافية لا تتجاوز 0.1 مليار دولار، مع متوسط أرباح لكل راكب أقل من دولار واحد. وأوضح أن ضعف البنية التحتية، ارتفاع التكاليف التشغيلية، وصعوبة التمويل يمثلون العقبات الرئيسية أمام نمو الصناعة في القارة. وأضاف أن شركات الطيران الأفريقية تواجه مشاكل في سحب أموالها، حيث بلغت الأموال المجمدة 1.6 مليار دولار، منها 865 مليون دولار في نيجيريا، تم الإفراج عن 1.2 مليار دولار منها خلال العام الجاري.
وأشار العوضي إلى أن الاستقرار السياسي والجغرافي يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز استدامة الصناعة، مشيرًا إلى أن التشويش على نظام GPS وسلاسل التوريد يعوقان استلام الطائرات الجديدة وتشغيل الرحلات بكفاءة. (اقرأ الموضوع كاملا بالموقع الإلكتروني)
وأضاف أن التحديات التنظيمية، مثل قوانين الضرائب وحماية البيانات، تزيد من تعقيد العمليات التشغيلية لشركات الطيران، حيث تختلف المتطلبات بين الدول، مما يؤدي إلى أعباء إضافية على الشركات العاملة في القطاع.
السلامة والتعاون بين الأطراف
وأشاد العوضي بمعايير السلامة العالية في الشرق الأوسط، حيث سجلت المنطقة أقل من حادث واحد لكل مليون رحلة، مقارنة بـ 6 حوادث لكل مليون رحلة في أفريقيا. وأكد أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي يواصل التركيز على تحسين معايير السلامة من خلال برامج مثل “إيوسا”. وأشار إلى أهمية التعاون بين شركات الطيران والمطارات والجهات التنظيمية لتحقيق أهداف الصناعة، مؤكدًا أن التعاون هو المفتاح لتجاوز التحديات الحالية والمستقبلية.
استدامة البيئة والتحديات المستقبلية
كما أشار العوضي إلى التزامات القطاع بخفض الانبعاثات الكربونية إلى مستوى صفر بحلول عام 2050، مشيرًا إلى أن هذا الهدف يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومات والشركات. واختتم العوضي حديثه بالتأكيد على أن صناعة الطيران تمتلك فرصًا هائلة للنمو إذا تم التعامل مع التحديات بفعالية، مع التركيز على الاستثمار المستدام والتعاون بين مختلف الجهات في القطاع.