شهدت مدينة مراكش يوم الأربعاء 24 دجنبر الجاري انطلاق فعاليات الدورة الـ13 لموسمية سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية، التي تمتد بين 25 و27 دجنبر، بندوة مميزة حول موضوع “إصلاح المباني التاريخية بالأصل واستعمال المواد المحلية.”
نُظمت هذه الندوة بمبادرة من جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، وجمعت نخبة من الخبراء والمهندسين المعماريين والباحثين والفاعلين المهتمين بحماية المدن العتيقة. وسعت إلى مناقشة القضايا المرتبطة بإصلاح المباني التاريخية واستخدام المواد المحلية، مع تقييم الوضع الراهن للمآثر التاريخية وسياسة المحافظة عليها.
في كلمته خلال الندوة، أبرز جعفر الكنسوسي، مدير موسمية سماع مراكش، أهمية المشروع الملكي “مراكش الحاضرة المتجددة” الذي أطلقه الملك محمد السادس، والذي يوفر إطارًا استثنائيًا لحماية التراث المادي والمعنوي للمدينة العتيقة. وأشار الكنسوسي إلى ضرورة تعميق المعرفة العلمية بالمدينة، لجعل معمارها وتراثها انعكاسًا لمعاني التصوف ورمزية الروح الباطنية.
من جانبه، قدّم المهندس عبد العزيز بلقزيز رؤى معمقة حول استخدام المواد التقليدية في ترميم المدينة العتيقة، مستعرضًا نتائج المشروع الملكي “مراكش الحاضرة المتجددة”، الذي شمل تأهيل مزارات، أضرحة، أسواق، وساحات. كما أشار إلى أهمية تدريب العمال والحرفيين على تقنيات البناء التقليدي، للحفاظ على جودة المنتجات المحلية.
وأكدت باقي المداخلات أهمية تكوين أجيال جديدة من الحرفيين المتخصصين في ترميم المباني العتيقة، لضمان استمرارية تقنيات البناء التقليدي وتعزيز استخدام المواد المحلية، بما يساهم في صون التراث الثقافي والمعماري الذي تزخر به المدينة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة، التي تُنظم تحت شعار “فاعلم أن النفس كالمدينة.. مراكش مقامة لسعادة الروح”، تقام بشراكة مع وزارة التعمير والإسكان وسياسة المدينة، والمجلس الجماعي لمراكش.