أعلنت إسرائيل استهداف رئيس قسم العمليات في الجبهة الجنوبية لـحزب الله بعد ساعات من اغتيالها مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف في تطوريين يشيران إلى استمرار سياسة الاغتيالات.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن المستهدف بالغارة الأخيرة على منطقة مار الياس وسط بيروت هو رئيس قسم العمليات في الجبهة الجنوبية لحزب الله. وأشارت الإذاعة إلى المستهدف أخذ دورا عسكريا بارزا بعد تصفية الصف الأول لحزب الله.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة الإسرائيلية على منطقة مار إلياس أدت إلى مقتل شخصين وإصابة 13 آخرين.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن فرق الإطفاء تحاول السيطرة على الحرائق فيما تسمع أصوات انفجارات بطاريات وأجهزة إلكترونية في المكان.
وبعد أنباء ترددت عن أن الغارة استهدفت مقرا للجماعة الإسلامية في بيروت، نفى النائب عن الجماعة في البرلمان اللبناني عماد الحوت أن تكون الجماعة هي المستهدفة بالغارة.
وقال الحوت لوكالة الصحافة الفرنسية إن “المنطقة التي حصل فيها الاستهداف ليس فيها مركز للجماعة الإسلامية أو أي مؤسسة تابعة للجماعة الإسلامية، ولا أحد من الجماعة هو المستهدف”.
وأورد مصدر أمني لبناني -من جهته- أن الضربة استهدفت متجرا لبيع الأجهزة الإلكترونية.
وجاءت الغارة الأخيرة بعد ساعات من غارة إسرائيلية أخرى على منطقة رأس النبع في بيروت استهدفت مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف.
وزعمت هيئة البث الإسرائيلية أن اغتيال عفيف “لاضطلاعه باتخاذ قرارات وتوجيه عمليات ضد إسرائيل”.
وقالت قناة الجزيرة إن الغارة الإسرائيلية استهدفت مبنى تابعا لحزب البعث في منطقة وسط العاصمة بيروت، مما أدى لنزوح كبير في صفوف السكان، خاصة وأن المنطقة تعدّ آمة نسبيا.
ولم يصدر عن حزب الله أي تعليق على أنباء اغتيال عفيف، في وقت قالت فيه وزارة الصحة اللبنانية إن “شخصا استشهد وأصيب 3 في غارة العدو الإسرائيلي على منطقة رأس النبع في بيروت”.
وكانت آخر مرة استهدفت فيها العاصمة بيروت قبل نحو شهر عندما استهدفت غارة إسرائيلية مسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا وسط غموض بشأن مصيره.
حماس تنعي
من جانبها، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عفيف “الذي ارتقى في غارة جوية غادرة نفذها العدو الصهيوني”، مؤكدة أن “اغتيال شخصية إعلامية سياسية لن يُسكت صوت المقاومة، بل يكشف عمق الهوة الأخلاقية التي يقبع فيها الاحتلال”.
وشددت حركة حماس على أن “السياسة الإجرامية التي ينتهجها الاحتلال لن تردع قوى المقاومة عن هدفها في إزالته عن أرضنا ومقدساتنا”، مؤكدة أن “دماء عفيف لن تذهب هدرا”.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها حزب الله، بدأت بعد شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 147 ألف فلسطيني، وسّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و452 قتيلا، و14 ألفا و664 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي.