تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 9-1-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
73 نائباً أيّدوا قائد الجيش و55 نائباً أجّلوا قرارهم إلى اليوم | أمر سعودي – أميركي: انتخبوا جوزف عون!
فجأة كرّت السُبحة، وتوالَت المواقِف المُعلِنة تأييد ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، واتجاهها للتصويت له. مواقِف تُوّجت باجتماع لنواب المعارضة في معراب مساء أمس، أعلنوا بعده السير بعون. لم يحتَج المشهد إلى كثير عناء ليُقرأ بوضوح، فمن رتّبه ليكون على هذا النحو لم يسعَ أصلاً إلى إخفاء بصماته، بل حمّله تواقيعَ واضحة: الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وفرنسا!
وعلى الرغم من الضغوط الهائلة التي مورست من العواصم الخارجية على الجميع، فإن الضغط تركّز أمس على الرئيس نبيه بري وفريقه، إضافة إلى نواب يُحسبون في خانة المستقلين. وكانت مبادرة أولى من جانب النائب السابق سليمان فرنجية بإعلان انسحابه، لكن ذلك لم يدفع رئيس المجلس إلى تعديل موقفه الرافض لانتخاب مخالف للدستور. وهو موقف قرّر حزب الله السير خلفه، وكذلك كتلة التيار الوطني الحر وعدد غير قليل من النواب المستقلين، ونُقل عن الرئيس بري قوله إن انتخاب قائد الجيش يحتاج إلى تعديل دستوري، ما يجعله يحتاج إلى الحصول على 86 في أي دورة انتخابية، علماً أن عدم حسم عدد كبير من النواب أمس لموقفهم، جعل من الصعب أن يحصل عون على هذه الأصوات من الدورة الأولى، علماً أن الجميع ينتظر نتائج اتصالات الساعات التي تفصل منتصف الليلة الماضية عن الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم.
ومع أن «القوات اللبنانية» قادت عملية التحول في موقف كتل نيابية كثيرة، إلا أن رئيس كتلتها النائب جورج عدوان، وكذلك رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، تحدّثا ليلاً عن أن رقم الـ86 صوتاً ليس مضموناً في جلسة اليوم، وسط حديث عن أن نتيجة كهذه، سيعقبها اقتراح من عدد من النواب بتعليق الجلسة إلى مزيد من التشاور. وهو ما قد يمنع انتخاب الرئيس اليوم.
ومع ذلك، فإن العواصم المعنية كما قائد الجيش، وعدداً من النواب والسياسيين تصرّفوا ليل أمس على أن الأمر قُضي وأن لبنان سيكون له اليوم رئيس جديد هو العماد عون، والذي بدأ فريقه اللصيق بالعمل على إعداد خطاب القسم بالإضافة إلى طباعة عشرات الآلاف من الصور واللافتات التي يُفترض أن تُعلق في كل مناطق لبنان اليوم.
مسار العمل الدبلوماسي لم يأخذ جهداً كبيراً. وبدأ «الجدّ» مع الزيارة الأولى للموفد السعودي إلى بيروت يزيد بن فرحان الجمعة الماضي والتي استمرت حتى نهار الأحد. وقد نقلَ «المفوّض» السعودي موقف بلاده على شكل أمر اليوم: جوزيف عون هو مرشحنا!
بري يقطع الطريق على «أزمة تفسير الدستور» فيعلن أن انتخاب القائد يتطلب تعديلاً دستورياً، وأنه يحتاج إلى 86 صوتاً في كل الدورات الانتخابية
هكذا قالَ ابن فرحان لمن اجتمع معهم، من رئيس مجلس النواب نبيه بري حتى أصغر كتلة نيابية. وكانَ كلامه أبعد ما يكون عن الدبلوماسية، فأثار استياء غالبية القوى السياسية التي عبّرت عن عدم تأييدها لقائد الجيش، وعليه لم يكُن ممكناً لأي طرف إعطاء جواب نهائي حول مآلات جلسة اليوم. غيرَ أن الأمور بدأت تتبدّل بعد وصول الموفد الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت حيث أبلغَ أيضاً من اجتمع بهم أنه «يجب عليهم التصويت لعون بوصفه رجُل المرحلة ومواصفاتها السيادية والإصلاحية»، مهدّداً «المتمردين بأنهم سيدفعون ثمن مواقفهم، وأن لبنان لن ينال أي مساعدة دولية»، ناصحاً إياهم «بانتخاب رئيس الآن لأن مرحلة الرئيس دونالد ترامب ستكون صعبة»، وقد نقل بعض النواب الذين شاركوا في الاجتماعات أن «طرح عون تعدّى الطلب إلى محاولة الفرض تحت طائلة تحميل المسؤولية لمن يقف في وجه هذه الخطوة».
وإزاء التردد الذي ساد بيروت، عاد ابن فرحان أمس حاملاً معه «أمر عمليات حاسماً»، ما دفعَ بنواب المعارضة والمستقلين والتغييريين الذين أظهروا تردداً في التصويت لعون إلى «التكويع» في اتجاه تأييده، بعدَ أن تحدّث معهم بلغة الإملاء والتهديد، رابطاً «عودة السعودية إلى الساحة اللبنانية بانتخاب عون باعتباره المرشح الوحيد ولا بديل عنه».
في هذه الأثناء، كان الموفد الفرنسي جان إيف لودريان قد وصل إلى بيروت للاجتماع بالكتل النيابية لإعلان إذعان باريس لرغبات واشنطن والرياض، قائلاً إنه لا وجود لاسم آخر غير قائد الجيش، وإن كل الأسماء المطروحة بالنسبة إلى باريس أصبحت خارج السباق، وبعد لقاءات استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، قال لودريان إن «هناك توافقاً دولياً حول قائد الجيش، وبما أن اللبنانيين طلبوا مساعدتنا فعليهم أن يلتزموا بموقف الخماسية، لأن عدم انتخاب رئيس سيأخذ البلد إلى مرحلة خطيرة، وهناك قرار بإحجام الخارج عن تقديم الدعم للبنان في حال استمرار الفراغ».
على أن الإرباك انتقل في ساعات ما بعد الظهر إلى أوساط الفريق المعارض لعون، وبدأ أول مظاهره في إعلان فرنجية، انسحابه من السباق تحت عنوان «أمّا وقد توافرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية»، مؤكداً دعم انتخاب قائد الجيش. ثم أعلنت كتلة بري بعد اجتماعها، الذي سبقه لقاء بين مستشار رئيس البرلمان النائب علي حسن خليل والموفد السعودي في مقر سفارة المملكة، أنها لن تقف في وجه التوافق الوطني. ليتعزز هذا المناخ بما نُقل عن رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد خلال لقائه لودريان، أن الحزب «لا ينوي الوقوف عائقاً أمام أي إجماع لبناني حول اسم رئيس الجمهورية المقبل». لتنطلق بعدها مواقف نواب كانوا يُحسبون على فريق «الممانعة»، وآخرين مستقلين بدعم قائد الجيش، وصولاً إلى اجتماع المعارضة ليلاً في مقر «القوات» في معراب مؤكدة تأييد انتخاب عون، بعد اجتماعاتٍ بين سمير جعجع ولودريان ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وهو ما وفّر الغطاء المسيحي لهذا الخيار بينما كان النائبان إبراهيم منيمنة وعماد الحوت، يعلنان أن الدفّة باتت تتجه نحو عون. كذلك فعل النائب نبيل بدر، الذي قال إن النواب الذين اجتمعوا في منزله قرروا التصويت لقائد الجيش.
ومع ذلك، حصلت تطورات في ساعات الليل، دلّت على استمرار الغموض، خصوصاً أن زوار عين التينة قالوا إن رئيس المجلس توجه إلى النوم قائلاً إنه لن يسمح بمخالفة الدستور، وإن العماد عون يحتاج إلى تعديل دستوري، ما يتطلب توافر 86 صوتاً في كل الدورات.
وعليه، فُتح باب التأويلات حول مصير الجلسة، وكيف سيتعاطى الثنائي حزب الله وحركة أمل، إذ قيل إن نوابهما سيتوجهون اليوم مع التيار الوطني الحر للاقتراع بورقة بيضاء، علماً أن النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله قال إن «موقفنا نعلنه غداً (اليوم) في صندوق الانتخاب»، بينما جرى التداول في معلومات عن أن بري لن يدعو إلى دورة ثانية بل سيعلّق الجلسات بعد الدورة الأولى، التي لا يزال يحتاج فيها عون إلى عشرة أصوات لينال الـ 86 صوتاً.
نواب التغيير ينسون تعهّداتهم: لا بأس بمخالفة الدستور
بينَ ليلةٍ وضحاها، بدّل معظم النواب «التغييريين» موقفهم الرافض قطعاً لمخالفة الدستور وتعديله على قياس شخص معيّن، فأعلنوا بوضوح تخلّيهم عن مبادئهم وعن البرنامج الذي وعدوا بتحقيقه، وخالفوا كل ما تبجّحوا به في السنوات الماضية تحت عنوان «ضرورة انتخاب قائد الجيش جوزيف عون تحقيقاً للتوافق الوطني وضمان الدعم الخارجي».
ولسخرية القدر، دأبَ هؤلاء النواب على إظهار أنفسهم كأمّ الصبي في مجلس النواب لناحية تمسكهم باحترام الدستور والقوانين ومراكمة الطعون في المجلس الدستوري ثم الاحتفاء بإنجازاتهم، إلى أن جاء الاختبار الأهم، عندما صدرت إليهم أوامر الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين والموفد السعودي يزيد بن فرحان بالاقتراع لعون.
وبدلاً من الاقتداء بزملائهم مارك ضو وميشال الدويهي ووضاح الصادق عبر البصم على عون جهاراً ومن دون قفازات أو تبريرات، بدأ هؤلاء يجوبون المواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية لنشر سردية الرعاة نفسها لتبرير خضوعهم للإملاءات الخارجية. هكذا وجدت النائبة نجاة صليبا «توليفة» لانقلابها على نفسها فقالت في اتصال مع «الأخبار» إن «اعتصامها لمدة 243 يوماً في المجلس النيابي كان بهدف احترام الدستور وليس خرقه، أما تعديل الدستور من أجل انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية فلا يشكّل أي خرقٍ أو تعدّ!». ومثلها فعل النائب ياسين ياسين، الذي حمّل «القوى السياسية التي كان عليها عدم خرق الدستور وعدم تعطيل الاستحقاق لمدة عامين ونصف عام» المسؤولية عن قراره، متحدّثاً عن أن «لبنان في مرحلة شبه تأسيسية تحتاج إلى توافقٍ وطني، ولا حالة ضرورة أكبر من الظرف الذي نمرّ به ويحتاج إلى قرارات استثنائية، كالسير بتعديل الدستور».
من جانبه، اعتبر النائب إبراهيم منيمنة أن «انتخاب عون لم يأت نتيجة إملاءات بل في ظل وجود دولة فاشلة تنتهك الدستور وتسلب البلد مناعته الداخلية وسيادته ثم تطلب مساعدة الخارج». أما النائب الياس جرادة فاعتبر أنّ تصويته لقائد الجيش «يأتي انسجاماً مع موقفه المعلن من تأييد عون منذ أكثر من عام، وحينها تباين في الموقف مع نواب التغيير الذين ألقوا عليه اللوم لتأييده تعديل الدستور». بينما قال النائب شربل مسعد إن «انتخاب عون سببه وجود إجماع وطني حوله».
في المقابل، أثبت النائب ملحم خلف أنه الأصدق بينهم في احترام مواقفه ولا سيما مع دخول اعتصامه البارحة اليوم 720 في المجلس النيابي اعتراضاً على مخالفة الدستور. وأكّد أن «مسؤولية مكتب المجلس تتمثل بالإعلان عن الأشخاص المؤهلين للترشح حتى يتبلّغ النواب رسمياً بالأمر، مجدِّداً ضرورة التمسك بالمادة 49 لناحية الشروط اللازمة للترشح».
كذلك ثبّت النواب أسامة سعد وحليمة القعقور وسينتيا زرازير موقفهم باحترام الدستور وعدم الانصياع للضغوط، ورجّحت معلومات تصويتهم بورقة بيضاء بعدَ إعلان الوزير زياد بارود انسحابه من الجلسة. أما النائبة بولا يعقوبيان فقالت لـ«الأخبار» إنها ستنتخب عون في حالة أن يكون صوتها هو الصوت رقم 86 لأنها لن «تقف عائقاً أمام تحقيق المصلحة الوطنية».
سوق مؤقّت في النبطية ومعركة لحماية الحي التراثي
قلق يسود مدينة النبطية خشية خسارة السوق التراثي. هي فسحة تشكّل جزءاً من ذاكرة المدينة. بعدما دمر العدو في حربه الأخيرة حوالى 40 منشأة ذات طابعٍ تراثي، إضافة إلى أضرار كبيرة جداً أصابت الكثير من المتاجر. وبعض الأبنية عمرها أكثر من 75 سنة. وقامت قبل صدور التخطيط المدني للمدينة في السبعينيات، الذي أطاح بجزء من المتاجر بغية شقّ طريق لتجميل المنطقة.
المخطط التوجيهي لم يُنفّذ، والمحال بقيت صامدة بعد حرب تموز 2006، إلا أنّها هدمت في عدوان 2024، فعاد النقاش حول مسألة التخطيط وكيفية التعامل معها. علماً أن هناك إشكاليات ترتبط باعتداءات قائمة على الملك العام، كما توجد مشكلة قديمة تخص المستأجرين القُدامى. وقد أدى ذلك كله إلى بروز عقبات تقف في مواجهة عملية إعادة الإعمار للمربّع التجاري، حيث التحدي في الوصول إلى حل يوازن بين حفظ الحقوق من جهة، والتخلّص من الفوضى القائمة من جهة أخرى.
القضية فرضت نفسها في الأيام الماضية على قائمة اهتمامات الفاعلين في المدينة، وقبلهم على المالكين الذين ينشغلون بمسألةٍ ملحّة ترتبط بكيفية إنقاذ ما تبقى من محتويات محالهم واستعادة نشاطهم التجاري، وهو مصدر رزقهم الوحيد، إضافة إلى بحثهم في السبيل لضمان حقّهم في إعادة بناء محالهم التي يشملها التخطيط.
يمكن القول إنّ العدو عكس حقده في الطريقة التي استهدف فيها مدينة النبطية، ملحقاً الضرر والدمار بحوالى 80% من سوقها التجاري. ولأن وسط المدينة، يمثل عصب الحياة فيها، كانت المبادرة الأولى بعد وقف إطلاق النار، في إزالة الركام من المربع التجاري، وإقامة سوقٍ مؤقّت في منطقة تسمى البيدر، على أرض الوقف الإسلامي التي يديرها النادي الحسيني. وقد جاءت المبادرة من إمام المدينة الشيخ عبد الحسين صادق، وعبر جمعية تتبع للنادي الحسيني، إلا أنّ المشكلات المتوارثة في السوق القديم، أثارت بلبلة حول مخطط الجمعية، حيث تقول فعاليات من المدينة إنّ «إزالة الركام سيضيّع حقوق المالكين في السوق، ويغيّر المعالم، بما يسمح للدولة بالتذرّع بأنها عملية إزالة غير رسمية وغير مشروعة، طالما لم تحصل عن طريق عملية تلزيم حكومية كما هو مفترض». ويخشى هؤلاء أن «تتخذ الحكومة من الأمر ذريعة لتنفيذ المخطط التوجيهي، دون الأخذ في الحسبان التعويضات المستحقة لأصحاب المحال، لا بل الاستفادة من عملية التدمير الإسرائيلية لعدم الاعتراف بالمتاجر القديمة».
لذلك يطالب وجهاء من المدينة، وأصحاب محالٍ في المربع التجاري، نواب المنطقة في كتلتَي «الوفاء للمقاومة» و«التنمية والتحرير»، بالتحرّك إما في مجلس النواب، أو عبر وزراء «حزب الله» و«حركة أمل»، بالعمل على تجميد مفاعيل المخطط التوجيهي، أو تنفيذه بشرط التعويض على أصحاب المحال المبنية قبل صدوره، وفقاً لما ينص القانون. مع التمييز بين أصحاب المحلات تلك وعددها يفوق العشرة، وبين المتعدّين على الملك العام، وهؤلاء يؤكد الجميع أنّ أحداً لا يدافع عنهم.
من جهته، قال رئيس بلدية النبطية خضر قديح لـ«الأخبار»، إن المتعدي على الطريق العام، ببناء متجرٍ تزيد مساحته عن المساحة المسموحة قانوناً له، لن يُعاد بناء متجره إلا وفقاً للأصول. لافتاً إلى أنّ البلدية، جهة إشرافية على إعادة الإعمار، التي تقرر الحكومة اتجاهها بالنسبة إلى المربع محل الإشكالية حيث يمر المخطط التوجيهي. مع تشديده على أنّ عملية إزالة الركام من قبل النادي الحسيني حصلت بعد مسح فريق مجلس النواب للمنطقة، وفي رأيه «لا يؤثّر رفع الردم في حفظ الحقوق».
من جهته، قال المدير التنفيذي للنادي الحسيني مهدي صادق، إن مبادرة النادي، منفصلة عن مسألة تنفيذ التخطيط من عدمه، على اعتبار أنه مسألة «تقررها الحكومة». كاشفاً أنّ اجتماعاً عقده الشيخ صادق ضم نواب المدينة والمحافظة هويدا الترك، ورئيس البلدية خضر قديح، وممثلين عن مجلس الجنوب والتنظيم المدني ونقابة المهندسين والدوائر العقارية. وتقرر بناء عليه، إطلاق مبادرة لإعداد دراسة تقوم على «اغتنام الفرصة لتلافي أخطاء الماضي، وإعادة بناء السوق بطريقةٍ نموذجية تخفّف من زحمة السير، لكن تحت سقف المحافظة على حقوق كل صاحب حق»، على أن تقدم الدراسة إلى الجهات التي ستتكفل بإعادة الإعمار. وقد تألفت على هامش اللقاء أيضاً، لجنة فنية وقانونية، مهمتها متابعة عملية إعادة إعمار السوق، ومراقبة الجهات المنفّذة.
وإلى أن تتبلور مسألة إعادة الإعمار، وبتمويلٍ من السيد علي السيستاني، بوصفه المرجعية الدينية في النجف، أطلق النادي مبادرته، بإنشاء 95 متجراً على نسق البيوت الجاهزة، ووضعها في مساحةٍ تبلغ 6 آلاف متر مربع تتبع للوقف تديرها الحسينية، في منطقة البيدر اللصيقة للسوق التجاري، تُقدّم بالمجان ولمدة عامين لأصحاب المتاجر المدمرة كلياً، وستكون معزّزة بمرآب سيارات وممرات وأنشطة جاذبة.
ويشرح صادق، أنّها «خطوة ستلي عملية رفع الردم من السوق التجاري، والذي نحرص على إزالته بعناية وبطء بما يخدم الكشف على كل متر مربع، وإمكانية استخراج المحتويات، ثم نضعه في عقار خاص بناء لموافقة صاحبه، أما ما يستخرج منه من حديد، فيكون من حصّة المتعهّد لقاء أن نحظى بسعرٍ مخفّض كبدلٍ لرفع الردم الذي هو على نفقة النادي، وهو لا يتم إلا بعد موافقة مالك المتجر المهدّم وبترخيص من البلدية، بعد أن حسمنا أن بقاء الردم لن يعطي دليلاً إضافياً للملكية».
الى ذلك، يتحدث المعنيون في النبطية عن دور العتبتين الحسينية والعباسية في العراق في دعم النادي الحسيني في النبطية، من أجل تقديم المساعدات للعائلات العائدة إلى المدينة ومحيطها. وعليه قدّم النادي الحسيني، عبر هذا الدعم بشكل رئيسي، ودعم بعض النبطانيين الميسورين، 1000 وجبة ساخنة، و550 مدفأة وقوارير غاز، وأدوات منزلية، ومعونات غذائية (4700). إضافة إلى استئجار مبنى مؤلف من 14 شقة سكنية لمدة عامٍ ونصف، وتقديمها لـ14 عائلة من عائلات الشهداء مقابل إيجارٍ رمزي (100 دولار شهرياً).
إيران – العراق: توافق على إدامة التهدئة
طهران | حلّ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، والوفد المرافق له، ضيفاً على العاصمة الإيرانية طهران، حیث عَقد سلسلة لقاءات جمعته إلى كلّ من: المرشد الأعلی آية الله علي الخامنئي، ورئیس الجمهورية مسعود بزشکیان، ورئيس البرلمان محمد باقر قالیباف. وجاءت الزيارة وسط تحوّلات كبيرة تشهدها المنطقة، بدءاً من سوريا، فضلاً عن الضغوط الأميركية على بغداد لحلّ فصائل المقاومة العراقية المدعومة من إيران. ووفقاً لمصدر ديبلوماسي إيراني، تحدث إلى»الأخبار»، فإن رئيس الوزراء العراقي طلب، خلال زيارته، من المسؤولين الإيرانيين «تفهُّم الوضع الحسّاس في العراق، وضرورة دعم التنسيق والاتفاق الجاري بين فصائل المقاومة والحكومة في شأن وقف الأولى نشاطها العسکري». كما دعا السوداني السلطات الإيرانية إلى الدخول في مفاوضات ديبلوماسية مع إدارة دونالد ترامب المقبلة من أجل خفض التوترات، وکذلك مشاركة طهران في الحوارات الإقليمية بهدف إرساء الاستقرار في المنطقة، وخاصة في سوريا، بحسب المصدر نفسه.
وخلال لقاء بزشكيان والسوداني، بحث الجانبان «العلاقات الثنائية، وأهمية استمرار جهود التعاون المشترك في إطار الاتفاقات والتفاهمات الثنائية وتطوير الشراكة البنّاءة، على نحو يعزّز مصالح البلدين». واستعرض الجانبان الإجراءات المتخدة من قِبلهما لتفعيل مذكّرات التفاهم، والتي سبق توقيعها خلال زيارة بزشكيان لبغداد، في أيلول الماضي، وخصوصاً تلك التي تتركّز في مجالات الربط السككي لنقل الزائرين، والأمن وضبط الحدود، والطاقة، والمدن الصناعية المشتركة. كذلك، شهد الاجتماع مناقشة التنسيق في المواقف بين البلدين في شأن تطوّرات الأحداث في المنطقة، ولا سيما في سوريا، وضرورة العمل المشترك من أجل إرساء الأمن والاستقرار فيها والحفاظ على وحدة أراضيها. كما بحث الجانبان تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وأكدا استمرار الجهود المشتركة من أجل إحلال التهدئة في عموم المنطقة.
وبعد اللقاء، عقد بزشكيان والسوداني مؤتمراً صحافياً مشتركاً قال فیه الأول إن «العراق يشترك مع طهران في شأن الأوضاع في سوريا ووحدة أراضيها وضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية منها»، مؤكداً أن «خطر تفعيل بؤر الإرهاب في المنطقة يشكّل هاجساً مشتركاً مع العراق»، وهو «ما يتطلّب مزيداً من التعامل والحكمة بين البلدين». بدوره، قال رئیس الوزراء العراقي إنّ زيارته لإيران تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، داعياً إلى «حوار إقليمي شامل، يعزّز بناء الثقة بين دول المنطقة». وأكد السوداني أنّ الاستقرار في سوريا هو «مفتاح الاستقرار في المنطقة»، مشدّداً على «ضرورة وضع حدّ للتدخّلات الخارجية في هذا البلد». کما أکد أن بلاده تحترم إرادة الشعب السوري وتدعم أيّ إطار سياسي يختاره بنفسه، مشيراً إلى أن العراق مستعدّ للتعاون مع جميع الأطراف من أجل تحقيق استقرار سوريا وفق عملية انتقال سلسة، فيما جدّد موقف بلاده لجهة إدانة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية. كذلك، أكد أنّ موقف بغداد ثابت لجهة ضرورة إدامة التهدئة في لبنان، ودور العراق في المساعدة في إعادة الإعمار.
من جانبه، قال المرشد الأعلی الإیراني، خلال استقباله السوداني، إن «الأدّلة تشير إلى أن الأميركيين يسعون إلى تثبيت وجودهم في العراق وتوسيعه، ویجب الوقوف أمامهم بشكل جدّي»، مضیفاً أن «الحشد الشعبي أحد مكونات السلطة المهمّة في العراق، ويجب بذل المزيد من الجهود للحفاظ عليه وتعزيزه». وتابع: «دور الحكومات الأجنبية في تطوّرات المنطقة الأخيرة، وخصوصاً سوريا، واضح تماماً».
خطوة إماراتية أولى ضد الشرع | أوروبا على خطى أميركا: تخفيف مشروط للعقوبات
بعد يوم واحد فقط من إعلان الولايات المتحدة الأميركية تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، والتي سمحت بموجبها بأنواع محددة من التعامل مع الإدارة السورية الجديدة، أعلنت ألمانيا عن مساعٍ لها لاتخاذ إجراء مماثل، بالتوازي مع اجتماع خماسي تحتضنه إيطاليا، اليوم، يضم إلى جانب ألمانيا والبلد المضيف، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لمناقشة الأوضاع المستجدّة في سوريا، قبل أن يسافر وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، إلى دمشق، غداً، لاستكمال خطة روما السابقة لوضع حد لتدفق اللاجئين.
وتهدف المساعي التي تقودها ألمانيا، والتي تتوافق مع التوجهات الأميركية المبدئية نحو منح تراخيص محددة مع الإبقاء على العقوبات باعتبارها سلاحاً يمكن استعماله في أي وقت، بمجملها، إلى تقديم دفعة للحكومة السورية المؤقتة المشكّلة من قبل أحمد الشرع، الذي وعد باتخاذ خطوات عديدة لاحقة لإجراء حوار وطني، وتشكيل لجنة مختصة لإعادة صياغة الدستور، وتكليف حكومة «تكنوقراط» خلال ثلاثة أشهر، قبل أن يكتسب مزيداً من الوقت لاتخاذ هذه الإجراءات التي قال إنها قد تستغرق 3 أو 4 سنوات.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، نقلاً عن شخصين مطّلعين، أن مسؤولين ألماناً وزّعوا وثيقتين مقترحتين بين عواصم الاتحاد الأوروبي قبل فترة وجيزة من عيد الميلاد، تحددان اقتراحات بشأن القطاعات الرئيسية التي يمكن فيها تخفيف العقوبات التي يفرضها الاتحاد على سوريا مقابل إحراز تقدّم في القضايا الاجتماعية، بما في ذلك حماية حقوق الأقليات والنساء والالتزام بالتعهدات بمنع انتشار الأسلحة. وأوضحت أن الاتحاد، مثل واشنطن، قد يجعل أي تخفيف للعقوبات مؤقتاً لضمان إمكانية التراجع عنه إذا لزم الأمر. وتأتي التحركات الألمانية الجديدة بعد أيام من زيارة أجراها وزيرا خارجية فرنسا، جان نويل بارو، وألمانيا أنالينا بيربوك، إلى سوريا، عقدا خلالها لقاءات مع زعماء دينيين مسيحيين، ومسؤولين سوريين، وعلى رأسهم الشرع.
وفي محاولة لتأكيد الدور الذي تحاول أوروبا لعبه في سوريا، بذريعة حماية الأقليات، أعلن بارو، في تصريح إلى إذاعة «فرانس أنتير»، أمس، أن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا، وتعيق حالياً تسليم المساعدات الإنسانية وتعافي البلاد، قد تُرفع «في وقت قريب»، مؤكداً أن «المناقشات جارية مع الشركاء في الاتحاد، بشأن إمكانية رفع عقوبات أخرى في حالة إحراز تقدّم في مجالات، من بينها حقوق المرأة وتحقيق الأمن في سوريا». وإلى جانب تخفيف القيود الأوروبية الذي من المفترض إقراره، والأميركي الذي تمّ بالفعل، من المنتظر أيضاً أن تقدم بريطانيا على خطوات مماثلة، ضمن سياسة موحّدة تقودها الولايات المتحدة، المنتشية وحلفاؤها بخسارة روسيا في سوريا.
أعلنت الإمارات وقف الرحلات الجوية مع سوريا، بشكل مؤقت
وبالتوازي مع ما تقدّم، عادت إيطاليا إلى تنشيط حراكها السياسي حول سوريا، والذي بدأ مع النظام السوري السابق عبر مبادرة رئيسة وزرائها، جورجيا ميلوني، التي كانت قد أعلنت عودة علاقات بلادها مع دمشق، في تشرين الثاني الماضي، بهدف وضع آلية عمل محددة من شأنها وقف موجات اللجوء نحو أوروبا، وذلك تنفيذاً لاتفاق بين ثماني دول من الاتحاد الأوروبي لم يحظَ بقبول أوروبي شامل، في ظل الموقف الألماني المتشدد حينها. وفيما تُعد المساعي الإيطالية بخصوص اللاجئين، جزءاً من خطة أوروبية أكبر تشمل دول شمال أفريقيا، وتتضمن تقديم معونات مالية لتحسين البنى التحتية والخدمات وتنشيط الاقتصاد، بالإضافة إلى رفع كفاءة حرس الحدود والقوات البحرية، من المفترض أن تشمل تلك الخطة سوريا أيضاً، وخصوصاً بعد الرفع الجزئي عن العقوبات، وهو ما يحمله تاجاني في زيارته المرتقبة إلى دمشق، حيث سيجري لقاءات مع مسؤولي «الإدارة الجديدة»، وعلى رأسهم الشرع.
في غضون ذلك، استقبل الشرع، وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، الذي كانت بلاده من أول البلدان التي سارعت إلى تقديم التهنئة للشرع بسقوط سلطة بشار الأسد. وعقب لقاء أجراه مع وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة، أسعد الشيباني، أعلن الزياني استعداد بلاده لتوسيع آفاق التعاون المشترك مع سوريا في جميع المجالات، داعياً إلى رفع العقوبات الاقتصادية. ومن جهتها، أعلنت الإمارات وقف الرحلات الجوية مع سوريا، بشكل مؤقت، من دون ذكر سبب هذا القرار، الذي جاء بالتزامن مع الإعلان عن إدراج 19 شخصاً وكياناً، لا يوجد أي سوري بينهم، في قوائم الإرهاب المحلية لارتباطهم بجماعة «الإخوان المسلمين». وجاءت الخطوة الإماراتية بعد يومين من جولة عربية أجراها وفد سوري برئاسة الشيباني، شملت الإمارات وقطر والأردن، وبعد أقل من أسبوع على إجراءات مشدّدة اتخذتها مصر بحق السوريين الذين منعت دخولهم إلى أراضيها، باستثناء من يملك إقامة.
بدورها، تنتظر تركيا، التي باتت تملك اليد الطولى في سوريا بعد سقوط السلطة السابقة وصعود «هيئة تحرير الشام»، التي قامت برعايتها وتمويلها، إلى سدة الحكم، زيارة الشرع لأنقرة، في أول زيارة يجريها الرجل الذي يقود سوريا حالياً إلى الخارج. وذكرت صحيفة «يني شفق التركية»، المقرّبة من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، أن الشرع سيعرب عن شكره للرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، على «الدعم التركي للثورة السورية»، فيما سيكون الملف الأبرز على جدول أعمال اللقاء بين الرجلين هو وجود «قوات سوريا الديمقراطية» في سوريا. وشدّدت الصحيفة على أنه يوجد توافق كبير بين سوريا وتركيا على ضرورة «تطهير المنطقة من الإرهاب»، على حد تعبيرها.
اللواء:
جوزاف عون رئيساً قبل الجلسة.. وأصوات الثنائي في الصندوقة
الموفدان السعودي والفرنسي يلتقيان كل الكتل والنواب والمستقلين.. وسحب جدل التعديل من المشهد
من المفترض بدءاً من ظهر اليوم أن تُطوى صفحة في تاريخ لبنان، وتُفتح صفحة جديدة. تتناسب مع جملة تحولات جذرية في لبنان وسوريا وفلسطين وعموم المنطقة، بانتخاب العماد جوزاف عون الرئيس الـ24 للجمهورية اللبنانية.
تستعد غالبية الكتل النيابية للاقتراع في الجلسة الرسمية المخصصة لانتخاب الرئيس للمرشح المحلي والعربي والدولي العماد جوزاف عون قائد الجيش اللبناني، على قاعدة ما كتب قد كتب.
على مرأى من الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان، الذي استقبل موفد الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، ثم زار الرئيس نجيب ميقاتي الذي يستقبل قبل جلسة اليوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان واعضاء اللجنة الخماسية وسفراء الدول العاملة في لبنان من عرب واجانب.
وكان لودريان زار كتلة الوفاء للمقاومة في الضاحية الجنوبية، والتقى رئيسها النائب محمد رعد.
وليلاً، زار الموفد الفرنسي لودريان النائب فيصل كرامي بحضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، كما زار لودريان النائب جبران باسيل في مكتبه بالبياضة.
وكشف مصدر في التيار الوطني الحر ان لودريان لم يطلب من بارسيل ان تنتخب كتله العماد عون، مؤكداً استمراره باعتبار ان الانتخاب اذا حصل فهو غير دستوري.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أنه مع إعلان العدد الأكبر من الكتل النيابية دعمها لقائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية ارتسم القسم الأساسي من مشهدية هذا الإستحقاق، في حين أن قرار الثنائي الشيعي من شأنه أن يكمل الصورة حول السيناريو المتصل بجلسة الإنتخاب اليوم، لافتة إلى أن الساعات المقبلة تعد أطول ساعات لجهة احتساب الأصوات الـ٨٦ التي يتم فيها تفادي كأس الطعن.
وأشارت هذه المصادر إلى أن هناك اختبارا للنواب حول مصير الجلسة ، وهناك سؤال يتردد هل أن قائد الجيش امام قاب قوسين أو أدنى من انتخابه ام أن هناك رغبة مبيتة في عدم وصوله إلى الرئاسة وأوضحت أن اختيار المعارضة الواحد أحال القرار للثنائي الشيعي.
ودعت إلى انتظار اللحظات الفاصلة عن الإنتخاب وما قد يحصل خلالها من تعويل على الاتصالات، وتبقى النتيجة واحدة : الجلسة مستمرة.
وعقد تكتل لبنان القوي اجتماعاً له مساء امس للبحث في الموقف المترتب على الجلسة.
وليلاً اعلن نواب المعارضة من معراب في بيان تلاه النائب فؤاد مخزومي، دعم العماد جوزاف عون لانتخابه رئيساً للجمهورية، من اجل انقاذ البلد وحصر السلاح بيد القوى الشرعية، وتطبيق الدستور.
وحسب استبيان رقمي فإن المرشح عون سينال 75 نائباً، في حين ان الجبهة المعارضة لانتخابه، سترسو على 53 صوتاً، موزعون كما يلي: 15 نائباً لكتلة التنمية والتحرير و15 نائباً لكتلة الوفاء للمقاومة و13 نائباً للتيار الوطني الحر و10 نواب من المستقلين.
في حين ان الكتل التي ستصب لصالح العماد عون فهي: القوات اللبنانية 19 صوتاً، اللقاء الديمقراطي 8 و4 نواب لحزب الكتائب، ويتوزع الباقون على كتل الاعتدال وتجدد والتغييريين والمستقلين.
أمل وحزب الله وحدة الموقف قبل الجلسة:
1- اعلنت حركة «امل» وحزب الله وحدة المواقف، والاولوية للتوافق.
2- اعلان النائب السابق فرنجية عن انسحابه من السباق الرئاسي، والتصويت لصالح العماد جوزاف عون.
3- زيارة المعاون السياسي للرئيس بري الى الموفد السعودي يزيد بن فرحان، وجرى استعراض الوضع السياسي العام في البلاد.
وليلاً عقدت كتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة اجتماعاً لتنسيق المواقف، وفقاً للسيناريوهات الممكنة.
وأكد النائب حسن فضل الله ان موقفنا يعلن عنه الخميس في صندوق الانتخاب، وسنصوت وفقاً لما ينسجم وقناعتنا الوطنية.
وبعد انسحاب فرنجية، اعلن الوزير السابق انسحابه، شاكراً من ايده، بعد حصول التوصل الى توافق وطني عريض على اسم الرئيس.
يوم التقاطعات واللقاءات
اذاً، ظهر امس، تقاطع سعودي- اميركي- فرنسي على ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، واعلنت كتل نيابية عديدة تتبيه علناً، وذلك قبل وبعد لقاءات اجراها امس الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الذي عاد امس الاول الى بيروت في زيارة ثانية قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم الخميس. وعقد لقاءات سياسية في محاولة لإنجاح انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً.، وذلك بعدما اعلن امس الاول الموفد الاميركي آموس هوكشتاين خلال لقاءاته ترجيح كفة عون. وبقي إنتظار موقف ثنائي امل وحزب الله وحلفائهما من ترشيحه.
وحسب بعض الاحصائيات مساء امس، فقد يحصل عون على ٧٥ او ٧٨ صوتاً من دون اصوات الكتل الثلاث التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ولبنان القوي. واذا انضمت كتلتا امل وحزب الله لإنتخابه يحصل على 108 اصوات.
وافيد عن لقاء عقد بين رئيس التيار الحر جبران باسيل وموفد من الثنائي الشيعي لم يصل الى نتيجة، وعن اجتماع مشترك بين امل وحزب لله ضم النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل للتنسيق في موقف موحد من جلسة اليوم.
لا شك انه في حال الفوز المرجح للقائد عون اليوم، ستبدأ حسابات الربح والخسارة لدى الاطراف السياسية اللبنانية، التي هي فعليا كلها خاسرة ثقة الناس وثقة الخارج بعد تضييع الفرصة تلو الفرصة لإنتخاب رئيس كان يمكن ان يتم بالتوافق الحاصل الآن وبعد اسابيع قليلة على شغور سدة الرئاسة. لكن للوهلة الاولى وفي «الحسابات الدفترية» السياسية يظهر التيار الوطني الحر الخاسر الاكبر لأنه وضع مسبقاً فيتوعريضاً وكبيراً على انتخاب قائد الجيش بسبب خلافات معه سابقاَ حول امور إجرائية، فعاد للتنسيق مع الرئيس بري وحزب لله والكتل الاخرى بهدف التوافق على شخصية اخرى غير عون، لكن يبدو ان التقاطع الخارجي كان اقوى من تقاطعات الداخل وفرض نفسه على الجميع بعد المتغيرات الداخلية التي اعقبت الحرب والخارجية التي تعقب الوضع السوري الجديد.
لكن برأي بعض المتابعين من خارج قوى المعارضة، ثمة مفاجآت قد تحصل في الربع الساعة الاخير من جلسة الانتخاب اذا اتجهت كتل لبنان القوي والتنمية والتحرير والوفاء للمقاومة الى الاعتراض على ترشيح عون لحاجته الى تعديل دستوري او لوجود مرشح غيره لديهم، وهي تضم 43 صوتاً عدا بعض النواب المعترضين المستقلين على ترشيحه او عدم تعديل الدستور لإنتخابه، وهم يمثلون «الثلث المعطّل» للتعديل، ما يعني انه حتى او جرى انتخاب العماد عون بالثلثين اوبـ 65 صوتاً واكثر، فسيكون خارج التوافق والاجماع المطلوب وربما خارج الميثاقية.
فهل تحصل المفاجأة ذات الوجهين؟ وجه دعم الثنائي امل وحزب لله له ومواكبة شبه الاجماع او الاكثرية النيابية وإنتشال البلد من ازماته المتفاقمة؟ ام وجه الاعتراض واحتمال رفع الجلسة؟
لقاءات لودريان
وقد باشر لودريان لقاءاته مع المسؤولين والكتل النيابية، وذكرت المعلومات انه يحمل خلال جولته إسماً واحداً لرئاسة الجمهورية باسم اللجنة الخماسيّة وهو اسم العماد جوزيف عون. والتقى لودريان تباعاً: كتلة «تحالف التغيير»، التي تضم النواب وضاح الصادق، ميشال الدويهي، ومارك ضو، بحضور النائبين فؤاد مخزومي وميشال معوض عن كتلة «تجدد»، في قصر الصنوبر، بحضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو. وتناول اللقاء ملف الانتخابات الرئاسية وسط تأكيد كتلة تحالف التغيير ترشيحها قائد الجيش العماد جوزيف عون.
واعلن معوض عبر منصة «اكس» ان «اللقاء تناول ملف الانتخابات الرئاسية، وسط تأكيد الحاضرين ضرورة أن تكون جلسة الغد حاسمة لوضع حد للشغور الرئاسي، كمدخل لاستعادة سيادة الدولة وتكوين السلطة، وتوجههم لدعم وصول قائد الجيش العماد جوزف عون».
كما التقى في قصر الصنوبر نواب «اللقاء التشاوي النيابي المستقل» الياس بو صعب وابراهيم كنعان والان عون وسيمون أبي رميا.
ولاحقا التقى الموفد الفرنسي رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بحضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي، ممثل اللجنة الخماسية الدولية المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، يرافقه السفير الفرنسي في لبنان هنري ماغرو.وقد جرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع السياسية الراهنة على الصعيدين المحلي والإقليمي بالإضافة إلى الاستحقاق الرئاسي اللبناني. و حسب قناة الجديد- قال رعد في اللقاء: أن حزب الله لن يقف عائقاً أمام إجماع اللبنانيين على إسم رئيس للجمهورية.
وزار لودريان ظهراً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وغادر من دون الادلاء بأي تصريح. وذكرت اذاعة صوت لبنان: أن لودريان طرح على بري ومحمد رعد العماد جوزف عون بالاسم لرئاسة الجمهورية… لكن بعض المصادر قالت ان بري لم يعط جوابا ايجابيا بعد بشأن موقفه وحزب الله من انتخاب عون.
والتقى لودريان بعدها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ظهراً إلى مأدبة غداء في قصر الصنوبر.
ثم إلتقي لودريان مساءً كلا من: رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل. كما والتقى كتلة «التوافق الوطني».
اما الموفد السعودي فاستقبل ظهراً النائب علي حسن خليل في مقرّ إقامته في اليرزة موفداً من الرئيس برّي.
مواقف مؤيدة لعون
وفي السياق، أكّد النائب فيصل كرامي إنّ المرشح الطبيعيّ لرئاسة الجمهورية هو العماد جوزيف عون.ولا أرى حتى الآن أنّ هناك شخصًا آخر غير عون يحظى بالدعم الداخليّ والخارجيّ ولكن هذا متروك الى اجتماع التكتل للذهاب نحو التصويت الى اتجاه يخدم لبنان. ومن الواضح أنّهم سيسيرون في هذا الاتجاه. وقال: التوجّه لدينا واضح ففي لبنان هناك «مرشحون طبيعيون» كسليمان فرنجية والعماد عون الذي يتمتّع بحسن السلوك.
وعقد نواب تكتل التوافق اجتماعا أعلنوا بعده «تبنّيهم لانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في جلسة الغد الخميس ٩ كانون الثاني ٢٠٢٥،وهو الذي اثبت عن جدارة في ادارة المؤسسة العسكرية في اصعب الظروف واستطاع ان يتجاوز الازمات والعقبات وان يحافظ على الجيش بُنيةً متماسكةً وموحّدة بكفاءة ونزاهة، آملين أن يحصل العماد عون على اكبر توافق ممكن وأن نشرع في العاشر من كانون الثاني وبشكلٍ سريع وغير متسرّع في ترميم البنية السياسية للبلاد عبر حكومة فاعلة تحظى النواب والشعب اللبناني وبثقة المجتمَعَين الدولي والعربي ويتمتع رئيسها واعضاؤها بالنزاهة ونظافة الكفّ، وعبر مؤسسات دستورية منتجة
وفي موقف جديد واضح، استبق النائب الدكتور النائب فادي كرم موقف الجمهورية القوية بالقول: ابتداءً من اليوم أصبح هناك تحوّل كبير في اتجاه أن يكون جوزيف عون رئيساً للجمهورية.
كما اعلن النائب فؤاد مخزومي بعد لقاء مفتي الجمهورية : ان خيارنا (كمعارضة) هو العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية ونتمنّى على الرئيس نبيه برّي دعم هذا الخيار ليكون للبنان رئيس.
واكد النواب المستقلون كريم كبارة وبلال الحشيمي والياس جرادة وجان طالوزيان وياسين ياسين وابراهيم منيمنة وفراس حمدان وميشال ضاهر دعمهم لترشيح العماد عون.. فيما قال وضاح الصادق ان مرشحنا هو قائد الجيش وسنذهب بهذا التوجّه في اجتماع المعارضة.
وعقد اجتماع مساء امس في منزل النائب غسان سكاف جمع نحو ١٧ نائباً من مستقلين وتغييرين لتأييد انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية. واجتماع لكتلتي «الاعتدال» و«لبنان الجديد» اعلن بعده النائب نبيل بدر: أمام المشاورات والاتصالات التي حصلت قرر المجتمعون دعم ترشيح قائد الجيش والاقتراع له في جلسة الخميس. فيما قال النائب عماد الحوت: ان قائد الجيش من بين الأسماء التي فيها المواصفات التي نطلبها، خاصة وأنه يحتاج الى ٨٦ صوتا تترجم هذا القبول أو التوافق الداخلي، وسنكون بشكل طبيعي غدا جزءا من هذا التوافق إذا تأمنت ظروفه. كما اعلن نواب جمعية المشاريع ونواب التكتل الوطني المستقل تصويتهم للعماد عون.
جدل دستوري
ولم تخلُ الساحة من جدل بسيط حول تعديل المادة 49 من الدستور، وعما اذا كانت المادة 74 تحل الاشكالات المتعلقة باستقالة الموظف قبل سنتين، ليتاح له الترشح.. ومن الممكن ان يثار هذا الامر في الجلسة من دون ان يؤثر على الارجح على نتائجها..
وبدأت بعض المناطق باحتفالات واستعدادات للاحتفال بانتخاب العماد عون رئيساً للبلاد.
توحش الاحتلال
في الجنوب، استمر العدو الاسرائيلي منذ صباح امس بسلسلة اعتداءات واسعة تدميرية متوحشة على قرى الجنوب، وأفيد عن استهداف منزل رئيس بلدية بنت جبيل صباحاً بقذيفة من دبابة ميركافا معادية في عقبة مارون عند أطراف مدينة بنت جبيل ما ادى الى احتراقه. وكرر قصفه مرات عديدة، وتقدمت قوة مشاة صهيونية باتجاه مارون الراس وباتجاه احد المنازل التي استهدفتها دبابة ميركافا عند اطراف مدينة بنت جبيل ومارون الراس ثم انسحبت لاحقاً. واجرى العدو عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة في منطقة مارون الراس، في اتجاه بنت جبيل، فيما سمعت أصوات تحركات لآليات العدو في اطراف البلدة.
واستهدف ايضاً قصف مدفعي للاحتلال أطراف بلدة برج الملوك، بالتزامن مع تحليق لطائرات الاستطلاع في الاجواء. وتمشيط في اتجاه الأحياء الداخلية لبلدة ميس الجبل. وظهرا نفذ العدو تفجيراً ضخماً على اطراف بلدتي مركبا وطلوسة وتفجيرات في بني حيان ومركبا. وافيد لاحقاً عن غارة معادية استهدفت بني حيان. وعملية نسف كبيرة على طريق رب ثلاثين الطيبة. تلاها عصرا تفجير العدو لعدد من المنازل في بلدة عيتا الشعب مقابل بلدة دبل، وعند الغروب تفجير كبير في كفركلا سمع صداه في أرجاء القطاع الشرقي.
وأطلق جنود العدو النار على رعاة ماشية في خراج حلتا بعدما توغلوا في المنطقة بالتزامن مع تحرك دورية مؤللة معادية في شانوح المجاورة في أطراف كفرشوبا.
وبعد الظهر سجّل توغل لقوات اسرائيلية في منطقة الدبش وعمليات تفتيش في الاطراف الغربية لميس الجبل. وسجل قصف على منطقة حي الوعرة في بلدة رميش استهدف احد المنازل بالقرب من مركز الدفاع المدني ولم يبلغ عن اصابات. وقد تم إخلاء المركز بسبب القصف.
وحلق الطيران المعادي صباح أمس على علو متوسط وبشكل دائري في أجواء مدينة الهرمل وفوق بعلبك والقرى المجاورة وطرابلس عداقرى الجنوب.
الى ذلك، ذكرت مصادر ميدانية أنه بعد انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من قرى الناقورة وعلما الشعب وطير حرفا ومداخل بلدات الضهيرة وعيتا الشعب وتمركز عناصر “اليونيفيل” والجيش في عدد من النقاط الأساسية والهامة على الخط الأزرق عند مداخل القرى المذكورة والدوريات المؤللة التي يقوم بها الجيش، تبين أن أعمالًا تخريبية وانتقامية قام بها العدو الاسرائيلي بهدف التخريب.وأبرز تلك الأعمال الانتقامية نسف المنازل وقطع الأشجار عند جانبي الطريق واشعال النار في الغابات، ما بين علما الشعب والناقورة وتجريف الطرق والارصفة.
وكررت القناة 12 نقلاً عن «مصادر في مجلس الوزراء الإسرائيلي ان هناك أماكن في لبنان لن تنسحب منها إسرائيل لسنوات طويلة».
البناء:
اندفاعة أميركية فرنسية سعودية تجتاح الكتل النيابية لصالح دعم ترشيح قائد الجيش
فرنجية ينسحب مؤيداً عون و«التيار» عكس التيار وحردان للتوافق حول الاستحقاق
انتخاب عون يقف عند عتبة الثنائي.. والتوافق لم يكتمل والجواب اليوم في الصندوق
كتب المحرّر السياسيّ
رمى الثلاثي الأميركي الفرنسي السعودي بثقله وتراجع القطري فتحوّل يوم أمس إلى يوم رئاسي محموم، وتبدلت مواقف كتل ونواب مستقلين، وتمّ حشد كل عناصر التأثير النيابي لجمع 86 نائباً ينتخبون قائد الجيش العماد جوزف عون من الدورة الأولى بدون أصوات الثنائي الوطني ممثلاً بكتلتي التنمية والتحرير والوفاء المقاومة، بعدما حرّر الثنائي حلفاءه من أي التزام، فأعلن نواب وكتل ممن كانوا يتشاركون الخيار الرئاسي مع الثنائي انضمامهم إلى موجة تأييد انتخاب قائد الجيش، حيث تحدّث النائب فيصل كرامي باسم كتلة التوافق الوطني بتأييد انتخاب العماد عون للرئاسة، بينما انسحب الوزير السابق سليمان فرنجية من السباق الرئاسي معلناً تأييده لانتخاب عون، ومثله فعل الوزير السابق زياد بارود الذي كان ينوي ستة نواب التصويت له، وبقي عدد من النواب المستقلين يرفضون انتخاب عون ويعتبرون ذلك مخالفة دستورية غير مقبولة يتقدّمهم النائب ملحم خلف، وتمسّك التيار الوطني الحر بالسباحة عكس التيار، مؤكداً رفضه مخالفة الدستور؛ بينما أعلن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان تأييد التوافق الوطني لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بصفته ضرورة وطنية مستعجلة. وتحوّلت العملية السياسية والانتخابية كلها نحو التساؤل عن الموقف النهائي للثنائي الذي أكد أنه سوف يكون موحداً ويصوّت بطريقة متطابقة، لكنه متمسّك بالتوافق الذي لم يتحقق بعد.
بالمقارنة مع انتخاب العماد ميشال سليمان يقول مصدر متابع للمسار الانتخابي، إن الاتفاق تمّ على اسم قائد الجيش ميشال سليمان كرئيس للجمهورية ضمن سلة تفاهمات لبنانية لبنانية تمّت في اجتماعات رعتها قطر في عاصمتها الدوحة.
وتضمّنت التفاهمات الاتفاق على قانون انتخاب جديد، والاتفاق على شكل الحكومة الجديدة، والثلث الضامن فيها، بينما القضايا التي تحتاج إلى التوافق اليوم أشدّ أهمية، سواء ما يتصل بمفهوم السيادة الوطنية ومواجهة العدوان الإسرائيلي وتطبيق القرار 1701 كاملاً خصوصاً في ما يخصّ الانسحاب من مزارع شبعا المحتلة، أو تثبيت حقوق لبنان النفطية والعودة إلى استثمارها، أو ما يتصل بإعادة الإعمار بعد الحرب العدوانيّة التي شنها الاحتلال سنة وشهرين على لبنان، وصولاً إلى الحاجة لاستكمال تطبيق اتفاق الطائف بصورة غير انتقائية خصوصاً لجهة البنود الإصلاحية المعلقة. وقال المصدر إذا أراد الخارج الدولي والعربي الحلول مكان فريق لبناني في صناعة التوافق بعدما قام بحشد هذا الفريق لانتخاب العماد عون فإن على هذا الخارج أن يتولى الإجابة على هذه الأسئلة ليتمكن من إنجاز المهمة وإنهاء الاستحقاق.
عقد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان سلسلة من الاجتماعات مع عدد من العمد والمسؤولين الحزبيين ووضعهم في صورة ما آلت إليه التطورات على أكثر من صعيد، وموجهاً بمضاعفة العمل في ظل الأوضاع التي تمر بها بلادنا.
وأكد حردان خلال الاجتماعات، موقف الحزب الثابت، بضرورة ملء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى وكلّ مؤسسات الدولة، وذلك انطلاقاً من تمسّكه بخيار الدولة، وهو خيار لا يستقيم إلا باكتمال كافة مؤسّساتها الدستورية وفي مقدّمتها رئاسة الجمهورية.
ورأى أنّ الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان، نتيجة التحديات والأخطار الخارجية، تستدعي خلق بيئة توافقية تضع في أولوياتها تثبيت الاستقرار وترسيخ السلم الأهلي، وهذا ما حرص عليه دائماً دولة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وجسّده بالدعوة لانتخاب رئيس للبلاد في التاسع من كانون الثاني 2025.
واعتبر رئيس «القومي»، أنّ المجلس النيابي اللبناني أمام امتحان يتمثل في انتخاب رئيس للجمهورية يحظى على أغلبيّة وازنة ويكرّس الوفاق الوطني المجسّد باتفاق الطائف، ويثبّت السلم الأهلي، ويتابع مسيرة الثوابت اللبنانيّة خاصة لجهة تحديد العدو وحق مقاومة هذا العدو والتصدّي لأطماعه ومواجهة أخطاره.
وقال: إنّ الكتل النيابية اللبنانية والنوّاب المستقلين مدعوّون جميعاً إلى الاضطلاع بواحدة من أهمّ مسؤوليّاتهم، والمتمثلة بإنهاء حالة الشغور في سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية، تمهيداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على تثبيت صمود لبنان وإخراجه من أزماته.
وختم: إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي إذ يتمنّى أن تنجح جلسة الغد في إنجاز الغاية المرجوة منها، يتطلع إلى توافق وطني حول رئيس للجمهورية يصون ثوابت لبنان، ويتعاون معه الجميع لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين.
وسجّل المشهد الرئاسي تطورات دراماتيكية عشية جلسة المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية، بعدما حسمت أغلب الكتل النيابية خياراتها عقب اجتماعات واتصالات مكثفة دخل على خطها الموفد السعودي يزيد من فرحان الذي حضر إلى بيروت للمرة الثانية خلال أيام، ما عزّز حظوظ فوز قائد الجيش العماد جوزيف عون وإمكانية حصوله على 86 صوتاً، فيما انسحب الوزير السابق سليمان فرنجية من السباق الرئاسي لصالح دعم قائد الجيش كما أعلن الوزير السابق زياد بارود سحب ترشيحه.
وفي حين لفتت مصادر سياسية مطلعة لـ»البناء» إلى أن «الحراك الخارجي الأميركي – السعودي يضغط إلى حد كبير باتجاه انتخاب قائد الجيش لتأمين الـ86 صوتاً كبديل عن تعديل الدستور، وقد تم إقناع الكثير من الكتل النيابية ونواب كتلة التغييريين والمستقلين لكن لم يتم تأمين ثلثي مجلس النواب. والمشاورات الداخلية والخارجية مستمرة محورها عين التينة لإنضاج الطبخة الرئاسية والوصول إلى إجماع على قائد الجيش مع خريطة طريق للمرحلة المقبلة». ولفتت المصادر إلى أنه «ليس من الضروري أن يتم انتخاب عون في جلسة اليوم، بل ربما يتم عقد الدورة الأولى وبحال لم يتمّ انتخاب عون سيعلق رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة لإفساح المجال أمام التوافق وتأمين الـ86 صوتاً لفوز عون».
وأعلنت قوى المعارضة دعمها قائد الجيش العماد جوزيف عون لمنصب رئيس الجمهورية اللبنانية والاقتراع له لأنه المرشح الذي يحظى بقدر كبير من التوافق، بعد الاجتماع الموسّع لقوى المعارضة، الذي حضره رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل والنواب: فؤاد مخزومي، أشرف ريفي، ميشال معوض، وضاح صادق، ميشال دويهي، مارك ضو، أديب عبد المسيح، نديم الجميل، سليم الصايغ والياس حنكش، وعن «القوات» النواب: ستريدا جعجع، غسان حاصباني وجورج عقيص.
وكشف النائب جورج عدوان عن «حصول اجتماع إيجابي بين القوات اللبنانية وقائد الجيش العماد جوزيف عون حصلنا فيه على أجوبة على أسئلتنا تتعلق بتطبيق الدستور والقرارات الدولية. لكنه أشار إلى «أننا لا نضمن حصول العماد عون على 86 صوتاً ولكن ما نريده وسنعمل عليه هو أننا في كل الدورات سنصوّت للعماد». فيما أشار النائب سامي الجميل، الى أننا «لم نصل إلى 86 صوتاً على أمل فكفكة بعض العقد».
وجدّدت كتلة «اللقاء الديمقراطي» موقفها بتأكيد انتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، وأعلن كل من تكتل «التوافق الوطني» وكتل «الاعتدال الوطني» وكتلة «المشاريع» دعم عون. كما أعلن النواب المستقلين والتغييريين الذين اجتمعوا في دارة النائب غسان سكاف في بيان، الاقتراع للعماد عون. وأعلن النواب الياس جرادي وجان طالوزيان وفيصل كرامي التصويت لعون. فيما لم يعلن التيار الوطني الحر موقفه النهائيّ من التصويت في جلسة اليوم. ووفق مصادر التيار لـ»البناء» فإن الأمور غير محسومة وسيظهر موقف التيار في صندوقة الاقتراع خلال الجلسة، ولن يكون إلا في إطار الدستور والقوانين. وأشار النائب هاغوب بقرادونيان، الى أننا «سننتظر حتى ساعات الصباح لاتخاذ قرار بناءً على ما قد يحدث من تطورات قبل الجلسة ونسعى لتوافق أوسع».
وحتى منتصف ليل أمس، لم يحصل عون على ثلثي المجلس النيابي بانتظار المشاورات التي يديرها الرئيس بري لتأمين توافق مع باقي الكتل النيابية لا سيما كتل التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة وتكتل لبنان القويّ.
وأوضح عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله في تصريح له حول ما ينشر منسوباً إلى مصادر الثنائي فيما خص انتخابات الرئاسة، بأن «موقفنا نعلنه غداً (اليوم) في صندوق الانتخاب، وكل ما يُنشر من معلومات قبل الاقتراع لا نتبناه وسنصوّت وفق ما ينسجم وقناعتنا الوطنية».
ولفتت معلومات «البناء» الى أن الثنائي أمل وحزب الله قد يصوّت في الدورة الأولى بأوراق بيضاء بحال لم تثمر المشاورات التي استمرت طيلة يوم أمس حتى منتصف الليل على الخطوط كافة لا سيما مع الفرنسيين والسعوديين والتيار الوطني الحر وأطراف أخرى في محاولة للتوافق على معالم المرحلة المقبلة لتسهيل انتخاب عون وتشكيل حكومة جديدة وملفات أخرى.
وأعلن النائب أيّوب حميد «أننا مع التوافق في ما يخصّ الانتخابات الرئاسيّة ولن يكون هناك موقف بالمطلق»، مشيرًا إلى أنه «ستكون هناك دورات مُتتالية في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي».
وبعد اجتماع كتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس بري في عين التينة، قال حميد: «لكل أمر مقتضاه وأكدنا ضرورة التوافق»، وأكد «أننا والإخوة في حزب الله موقف واحد موحّد».
وأعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سحب ترشيحه من السباق الرئاسي، مشيرًا إلى أنَّه يدعم قائد الجيش العماد جوزيف عون.
وقال في بيانٍ: «أمّا وقد توفّرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد (اليوم)، وإزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يومًا هو العائق أمام عمليّة الانتخاب». وأضاف: «إذ أشكر كلّ من اقترع لي، فإنني – وانسجامًا مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة – داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتّع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى»، وتمنّى فرنجية «للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية».
وأفيد بأن مستشار رئيس المجلس النيابي السياسي النائب علي حسن خليل التقى الموفد السعودي الأمير يزيد الفرحان في مقرّ إقامته في اليرزة.
وكان المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان عقد سلسلة لقاءات مع رؤساء الكتل النيابية، أبرزها رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي أكد وفق المعلومات بأن حزب الله لن يقف عائقاً أمام إجماع اللبنانيين على اسم رئيس للجمهورية، وذلك بحضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي. وقد جرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع السياسيّة الراهنة على الصعيدين المحلي والإقليمي بالإضافة إلى الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
كما التقى لودريان في البياضة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ورئيس «القوات» في معراب.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أمله في سلام مستدام مع بدء الجيش الإسرائيلي الانسحاب من جنوب البلاد بموجب اتفاق وقف إطلاق النار تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية. وقال إن «وقف إطلاق النار صامد بين «إسرائيل» وحزب الله، بعد أكثر من شهر على بدء تنفيذه».
وأضاف: «رأينا بالأمس أن أكثر من ثلث القوات الإسرائيلية انسحبت من لبنان. أعتقد أن وقف إطلاق النار يمكن أن يشكّل جسراً نحو سلام مستدام».